218

तावील ज़ाहिरियात

تأويل الظاهريات: الحالة الراهنة للمنهج الظاهرياتي وتطبيقه في ظاهرة الدين

शैलियों

2

وبتكرار هذه التجربة المشتركة بين الشعور وأطرافه تصبح الذاتية المشتركة مجموع تجارب جماعة إنسانية معينة مرادفة لتاريخها.

وللذاتية المشتركة معنيان؛ الأول معنى معرفي خالص أقرب إلى التجربة الذاتية المشتركة أو المعرفة الذاتية المشتركة أو العلاقة بين الذوات، عندما يشارك الآخر في نفس تجربة الذات، وينتهي إلى نفس النتيجة، ويكون هذا الاشتراك أي التطابق بين تجربة الذات وتجربة الآخر أحد معاني الموضوعية، تطابق تجربة الأنا مع تجربة الآخر، وليس المعنى الاستنباطي الرياضي، تطابق النتائج مع المقدمات أو المعنى الاستقرائي العلمي، تطابق الفرض مع التجربة كي يصبح قانونا؛ فالتطابق الرياضي المنطقي صوري، والتطابق التجريبي العملي مادي، وتحول كلاهما من قبل إلى ترنسندنتالي في المجموعة المنطقية «المنطق الصوري والمنطق الترنسندنتالي» و«بحوث منطقية» و«التجربة والحكم»، وهو المعنى الذي ورد في «تأملات ديكارتية»، التأمل الخامس، واستمر لدى الوجوديين كعلاقة بين الذوات ، بين المعرفة والوجود، خاصة علاقات المحبة والكراهية، والوحدة والمفارقة.

والمعنى الثاني هو المعنى الحضاري، عندما تتحول الذاتية المشتركة إلى خبرات جماعية متراكمة عبر التاريخ، وتصبح حضارة؛ أي شعورا جماعيا له أيضا تطوره وبناؤه، المعنى المعرفي الأول خارج التاريخ، فالواقع بين قوسين إنما يتم فقط في «الشعور الداخلي بالزمان» وليس في «المكان»، في حين أن المعنى الحضاري في الزمان والمكان، ليسا بالمعنى الطبيعي؛ فالتاريخ بمعنى النزعة التاريخية أيضا بين قوسين، ولكن بمعنى الخبرات الجمعية المتراكمة عبر التاريخ، ثم استقلت عنه، وهو المعنى المقصود في المجموعة الحضارية خاصة «أزمة العلوم الأوروبية»، وقبلها «الفلسفة كعلم محكم»، «الفلسفة الأولى» (جزءان)، «علم النفس الظاهرياتي».

وإذا كانت الذاتية تمثل المحور الرأسي في الذاتية فإن الذاتية المشتركة تمثل المحور الأفقي؛ أي التاريخ، وهنا تتحول الظاهريات من فلسفة ترنسندنتالية إلى فلسفة في التاريخ، والواقع أن للذاتية المشتركة الترنسندنتالية دورا معرفيا في مشاركة تجربة الأنا مع الغير، ومع ذلك فإن لها دورا آخر في الاكتشاف التدريجي للظاهريات في تطور الحضارة وهي في طريقها إلى اكتمال الحقيقة، وإذا اتجهت الذاتية في حركة رأسية ذات اتجاهين، من الصوري إلى الترنسندنتالي، ومن المادي إلى الترنسندنتالي، فإن الذاتية المشتركة تتجه أيضا في حركة أفقية ذات اتجاهين كذلك، تقدمي وتراجعي، إلى الأمام وإلى الخلف؛ للاستبصار؛ أي قراءة الحاضر في المستقبل والمستقبل في الحاضر، وللاسترجاع؛ أي قراءة الحاضر في الماضي والماضي في الحاضر.

3

وتظهر هذه الحركة التقدمية في دراسة البواعث التاريخية في نشأة الحضارة وتطورها، والباعث بالأصالة هو مشروع العلم الشامل الذي طالما كان موضوعا للبحث، حركة التاريخ حركة غائية؛

4

إذ تكشف الذاتية المشتركة الترنسندنتالية تدريجيا أحد جوانب هذا العلم الشامل حتى تحققه الأخير.

5

अज्ञात पृष्ठ