ताविल मुश्किल कुरान
تأويل مشكل القرآن
अन्वेषक
إبراهيم شمس الدين
प्रकाशक
دار الكتب العلمية
प्रकाशक स्थान
بيروت - لبنان
أي: (تعصي الضياطرة بالرّماح) وهذا ما لا يقع فيه التّأويل، لأن الرماح لا تعصى بالضّياطرة وإنما يعصى الرجال بها، أي يطعنون.
ومنه قول الآخر «١»:
أسلمته في دمشق كما ... أسلمت وحشيّة وهقا
أراد: (كما أسلم وحشية وهق) فقلب على الغلط.
وقال آخر «٢»:
كانت فريضة ما تقول كما ... كان الزّناء فريضة الرجم
أراد (كما كان الرجم فريضة الزنى) .
وكان بعض أصحاب اللغة يذهب في قول الله تعالى: وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِما لا يَسْمَعُ إِلَّا دُعاءً وَنِداءً [البقرة: ١٧١] إلى مثل هذا في القلب، ويقول: وقع التشبيه بالراعي في ظاهر الكلام، والمعنى للمنعوق به وهو الغنم. وكذلك قوله سبحانه: ما إِنَّ مَفاتِحَهُ لَتَنُوأُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ [القصص: ٧٦] أي: تنهض بها وهي مثقلة.
وقال آخر في قوله سبحانه: وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ (٨) [العاديات: ٨] أي: وإن حبّه للخير لشديد.
وفي قوله سبحانه: وَاجْعَلْنا لِلْمُتَّقِينَ إِمامًا [الفرقان: ٧٤] أي: اجعل المتّقين لنا إماما في الخير.
وهذا ما لا يجوز لأحد أن يحكم به على كتاب الله ﷿ لو لم يجد له مذهبا، لأنّ الشعراء تقلب اللفظ، وتزيل الكلام على الغلط، أو على طريق الضرورة للقافية، أو لاستقامة وزن البيت.
_________
(١) يروى صدر البيت بلفظ:
أسلموها في دمشق كما والبيت من المديد، وهو لعبيد الله بن قيس الرقيات في ديوانه ص ١٢٨، والأضداد لابن الأنباري ص ٨٦، والوساطة ص ٤٨٢، وبلا نسبة في المحتسب ٢/ ١١٨.
(٢) البيت من الكامل، وهو للنابغة الجعدي في ديوانه ص ٣٥، ولسان العرب (زنى)، وبلا نسبة في معاني القرآن للفراء ١/ ٩٩، ٣١١، وأمالي المرتضى ١/ ١٥٥، وسر الفصاحة ص ١٠٦، والصاحبي في فقه اللغة ص ١٧٢، ومجاز القرآن ١/ ٣٧٨، وخزانة الأدب ٤/ ٣٢، والإنصاف ١/ ٣٧٣.
1 / 126