114

ताविल मुश्किल कुरान

تأويل مشكل القرآن

अन्वेषक

إبراهيم شمس الدين

प्रकाशक

دار الكتب العلمية

प्रकाशक स्थान

بيروت - لبنان

قال الأعشى «١»: يقوم على الوغم في قومه ... فيعفو إذا شاء أو ينتقم أي يطالب بالذّحل «٢» ولا يقعد عنه. وقال: لَيْسُوا سَواءً مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ أُمَّةٌ قائِمَةٌ [آل عمران: ١١٣] أي عاملة غير تاركة. وقال: أَفَمَنْ هُوَ قائِمٌ عَلى كُلِّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ [الرعد: ٣٣] أي آخذ لها بما كسبت. ومنه قوله تعالى حكاية عن المنافقين: وَيَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ [التوبة: ٦١] أي يقبل كلّ ما بلغه. والأصل: أن الأذن هي السامعة، فقيل لكل من صدّق بكلّ خبر يسمعه: أذن، ومنه يقال: آذنتك بالأمر فأذنت، كما تقول: أعلمتك فعلمت، إنما هو أوقعته في أذنك. يقول الله ﷿: فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ [البقرة: ٢٧٩] أي اعلموا، ومن قرأها (فآذنوا) أراد فأعلموا. ومنه ما قالت الشعراء «٣»: آذنتنا ببينها أسماء ومنه الأذان إنما هو إعلام الناس وقت الصلاة. وقوله: وَأَذانٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ [التوبة: ٣] أي إعلام. وكان المنافقون يقولون: إن محمدا أذن فقولوا ما شئتم، فإنا متى أتيناه فاعتذرنا إليه صدّقّنا. فأنزل الله ﵎: قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَكُمْ [التوبة: ٦١] أي كان الأمر

(١) البيت من المتقارب، وهو في ديوان الأعشى ص ٨٩، وبلا نسبة في مقاييس اللغة ٦/ ١٢٧. (٢) الذّحل: الثأر، أو طلب المكافأة بجناية جنيت عليه من قتل أو جرح أو نحو ذلك. (٣) عجزه: ربّ ثاو يملّ منه الثواء والبيت من الخفيف، وهو للحارث بن حلزة في ديوانه ص ١٩، والأغاني ١١/ ٣٦، وإنباه الرواة ٣/ ٩٤، وتخليص الشواهد ص ٤٧٢، وخزانة الأدب ٣/ ١٨١، ١٨٢، ٤١٥، وزهر الآداب ١/ ٥٦١، وشرح شواهد الشافية ص ٢٤٤، وشرح القصائد السبع ص ٤٣٢، ٤٣٣، وشرح القصائد العشر ص ٣٧٠، وشرح المعلقات السبع ص ٢١٦، وشرح المعلقات العشر ص ١١٩، والشعر والشعراء ١/ ٢٠٣، وطبقات فحول الشعراء ١/ ١٥١، والعقد الفريد ٥/ ٢٧٠، والعمدة ١/ ١١٤، ولسان العرب (أذن)، (قفا)، (قوا)، ومعاهد التنصيص ١/ ٣١٠، والمقاصد النحوية ٢/ ٤٤٥، وبلا نسبة في الخصائص ١/ ٣٤١، وشرح شافية ابن الحاجب ٢/ ٣١٧.

1 / 116