173

عملا فإذا قال المؤذن قد قامت الصلاة وجب على الناس الصمت والقيام إلا أن يكون الإمام لم يحضر فيقدم بعضهم بعضا، تأويله أن القول عند سماع الأذان مثله قد تقدم بيانه وتأويله وقوله إذا قال المؤذن قد قامت الصلاة وجب على الناس الصمت والقيام يعنى إلى الصلاة فتأويل ذلك أن الأذان كما ذكرنا مثل الدعاء إلى دعوة الإمام التى يقيم فيها ظاهر الدين والإقامة مثلها مثل الدعاء إلى دعوة الحجة التى يقيم فيها باطن التأويل فما دام المؤذن يقيم فمثله مثل الدعاء إلى الدعوة الباطنة ومثل قوله قد قامت الصلاة مثل ابتداء القائم بالدعوة بالمفاتحة وقيامه بذلك لمن يفاتحه من المستجيبين فإذا كان ذلك وجب عليهم الإنصات لقول الداعى والاستماع منه لما يأخذه عليهم واعتقاده والقيام به إلا أن يكون لم يحضرهم بعد ولم يخرج إليهم وقد أوذنوا بخروجه فلا بأس أن يتكلموا بما يتفسحون به فى المجلس ويقدم بعضهم بعضا فيه ليتمكنوا ويتفسحوا فى هذا باطن القول فى ذلك وظاهره أن المؤذن فى الظاهر إذا قال قد قامت الصلاة فقد وجب على من فى المسجد القيام والإنصات وإن لم يخرج كذلك عليهم الإمام فلا بأس أن يقدم بعضهم بعضا لتعتدل صفوفهم.

ويتلو ذلك قوله صلى الله عليه وسلم أنه لا بأس بالتطريب فى الأذان إذا أتم وبين يعنى المؤذن وأفصح بالألف والهاء يعنى من قوله أشهد ألا إله إلا الله أشهد أن محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا يدغم ذلك ولا غيره من اللفظ بالأذان ولا يخفى شيئا منه هذا فى ظاهر الأذان، وتأويله ألا يدغم الداعى شيئا مما يدعو المستجيبين إليه فيشكل عليهم قوله بل عليه أن يبين لهم ما يدعوهم إليه ويوضحه لهم وتأويل التطريب فى الأذان مع الإبانة التمهل فى القول فيما يأخذ الداعى فيه وترتيله.

ويتلو ذلك قوله من أذن وأقام وصلى صلى خلفه صفان من الملائكة وإن أقام ولم يؤذن صلى خلفه صف واحد من الملائكة، ولا بد فى الفجر والمغرب من أذان وإقامة فى السفر والحضر لأنه لا تقصير فيهما، ظاهره معروف فى ظاهر الأذان وباطنه أن من دعا من القائمين بالدعوة إلى الظاهر والباطن استجاب له من أهل الظاهر والباطن من يكون منهم من يملك أسباب أولياء الله مثل ما ملك هو ومن دعا من

पृष्ठ 219