138

तौहीद

كتاب التوحيد

अन्वेषक

عبد العزيز بن إبراهيم الشهوان

प्रकाशक

مكتبة الرشد-السعودية

संस्करण संख्या

الخامسة

प्रकाशन वर्ष

١٤١٤هـ - ١٩٩٤م

प्रकाशक स्थान

الرياض

وَالْكَتَاتِيبِ، مِمَّا هُوَ مُصَرَّحٌ فِي التَّنْزِيلِ أَنَّ الرَّبَّ جَلَّ وَعَلَا فِي السَّمَاءِ، لَا كَمَا قَالَتِ الْجَهْمِيَّةُ الْمُعَطِّلَةُ: إِنَّهُ فِي أَسْفَلِ الْأَرَضِينَ فَهُوَ فِي السَّمَاءِ عَلَيْهِمْ لَعَائِنُ اللَّهُ التَّابِعَةُ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ﴿أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الْأَرْضُ﴾ [الملك: ١٦] وَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ﴿أَمْ أَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا﴾ [الملك: ١٧]، أَفَلَيْسَ قَدْ أَعْلَمَنَا - يَا ذَوِي الْحِجَا - خَالِقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ، وَمَا بَيْنَهُمَا فِي هَاتَيْنِ الْآيَتَيْنِ: أَنَّهُ فِي السَّمَاءِ وَقَالَ ﷿: ﴿إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ، وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعْهُ﴾ [فاطر: ١٠]، أَفَلَيْسَ الْعِلْمُ مُحِيطًا يَا ذَوِي الْحِجَا وَالْأَلْبَابِ أَنَّ الرَّبَّ جَلَّ وَعَلَا فَوْقَ مَنْ يَتَكَلَّمْ بِالْكَلِمَةِ الطَّيِّبَةِ، فَتَصْعَدُ إِلَى اللَّهِ كَلِمَتُهُ؟، لَا كَمَا زَعَمَتِ الْمُعَطِّلَةُ الْجَهْمِيَّةُ أَنَّهُ تَهْبِطُ إِلَى اللَّهِ الْكَلِمَةُ الطَّيِّبَةُ كَمَا تَصْعَدُ إِلَيْهِ أَلَمْ تَسْمَعُوا يَا طُلَّابَ الْعِلْمِ، قَوْلَهُ ﵎ لِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ: ﴿يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ﴾ [آل عمران: ٥٥]، أَلَيْسَ إِنَّمَا يَرْفَعُ الشَّيْءَ مِنْ أَسْفَلَ إِلَى أَعْلَى، لَا مِنْ أَعْلَى إِلَى أَسْفَلَ؟

1 / 255