وقال: حدثني محمد بن سعد، قال: حدثني أبي، قال: حدثني عمي، قال: حدثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس ?فصل لربك وانحر? قال: الصلاة المكتوبة، والنحر: النسك والذبح يوم الأضحى ( ). ولم يرو عنه ابن جرير غير ذلك. وأخرجه ابن المنذر كما في الدر المنثور للسيوطي ( ).
الرابعة أنه قد ضعفه بعض الحفاظ، فقال ابن حجر: إسناده ضعيف جدا ( ).
وفي حاشية نصب الراية: غير صحيح ( ). وقال ابن التركماني: فيه روح بن المسيب ( ).
hg
الباب الثالث في: نتيجة البحث في المسألة
مدخل للتأمل
عندما يتجرد الباحث وينظر بإنصاف إلى مجمل ما ذكرنا من أدلة القائلين بالإرسال والقائلين بالضم، وما شرحناه من ملابسات حولها، فإنه يلمس في قرارة نفسه أن من البعيد أن القائلين بالإرسال - وفي مقدمتهم أئمة أهل البيت وسادات التابعين وفقهائهم - جهلوا السنة أو تمردوا عليها، وهم أهل تقوى وورع، وليس هنالك ما يحملهم على ترك شيء شرعه الله تعالى وعمله رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
كما يلمس أيضا أنه لا يمكن أن تأتي جميع تلك الأحاديث - المروية في شرعية الضم - من فراغ، أو أنه قد تواطأ على وضعها جيل بأكمله، رغم ما قيل فيها من مقالات؛ تجوز للإنسان العدول عنها، والتعبد بغيرها وتبرأ ذمته في ذلك، خصوصا وأنه قد اشتهر الارسال عن بعض من روى تلك الأحاديث من التابعين وتابعيهم.
وقد يكون من السهل أن يحكم كل فريق بعدم اعتبار أدلة الفريق الآخر، وقد ذكرنا فيما مضى نماذج من تلك الأحكام، ولكن من الصعوبة بمكان خلق قناعة لدى الآخرين بشيء من تلك الأحكام، خصوصا عند أولئك الذين لا يهمهم إلا معرفة الحقيقة أيا كانت، وهذا شيء لا يمكن تجاهله.
إن ذلك الشعور هو ما جعل كثيرا من العلماء يفتش عن صيغة مقبولة يحاول من خلالها إما الجمع بين الأدلة ولو بشكل تقريببي، وإما الوصول إلى مبرر مقبول للعمل بهذا الدليل دون ذاك. ومن تلك المحاولات، المحاولات التالية:
पृष्ठ 78