(والمرسل: وهو) أي الظاهر، (قول التابعي وإن لم يكن كبيرا) لكونه لم يرو إلا عن الواحد ونحوه من الصحابة، (قال رسول الله ﷺ) كذا. (ومنه ما خفي إرساله): وهوأن يروي الراوي عن من أدركه ولم يلقه أو لقيه ولم يسمع منه، مما يعلم بإخباره أو بتحقيق الحافظ.
والصواب فيما يجيء عن الصحابة من ذلك كحديث عائشة في بدء الوحي١، أن حكمه الوصل٢، إلا فيما يرسله من له رؤية
_________
"١/ ١٥٨"، والمقنع "١/ ١٤١"، والتدريب "١/ ٢٠٧-٢٠٨" وفتح المغيث "١/ ١٨٢"، وإمعان النظر شرح شرح نخبة الفكر للنصر بوري "ص١٠٦"، والمنهل الروي "ص٤٦".
قال العراقي في ألفيته:
وسم بالمنقطع سقط ... قبل الصحابي به راو فقط
وقيل ما لم يتصل وقالا ... بأنه الأقرب استعمالا
الألفية مع التبصرة "١/ ١٥٨".
١ حديث عائشة عند البخاري في الصحيح "١/ رقم٢ - ص١٨ - كتاب الوحي"، ومسلم في "الصحيح" "٤/ ١٨١٦ ط. عبد الباقي"، والترمذي في "الجامع" "كتاب المناقب - باب ما جاء كيف ينزل الوحي على النبي ﷺ رقم "٣٦٣٤"، والنسائي في "السنن" "كتاب الصلاة - باب جامع ما جاء في القرآن -رقم ٩٣٣". كلهم من طرق عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة ﵂ أن الحارث بن هشام سأل النبي ﷺ ... الحديث.
قال الحافظ ابن حجر ﵀ في الفتح "١/ ١٩": "قوله: سأل" هكذا رواه أكثر الرواة عن هشام بن عروة، فيحتمل أن تكون عائشة حضرت ذلك، وعلى هذا اعتمد أصحاب الأطراف فأخرجوه في مسند عائشة، ويحتمل أن يكون الحارث أخبرها بذلك بعد فيكون من مرسل الصحابة، وهو محكوم بوصله عند الجمهور، وقد جاء ما يؤيد الثاني، ففي مسند أحمد ومعجم البغوي وغيرهما =
1 / 39