وقال×: =والذين لم يقسموها إلى كبائر وصغائر قالوا: الذنوب كلها_بالنسبة إلى الجراءة على الله سبحانه ومعصيته ومخالفة أمره_كبائر؛ فالنظر إلى من عصي أمره، وانتهك محارمه يوجب أن تكون الذنوب كلها كبائر، وهي مستوية في هذه المفسدة+(31).
وقال بعد أن ساق بعض ما أورده من قال إن الذنوب كلها كبائر: =فالشرك أظلم الظلم، والتوحيد أعدل العدل؛ فما كان أشد منافاة لهذا المقصود فهو أكبر الكبائر، وتفاوتها في درجاتها بحسب منافاتها له، وما كان أشد موافقة لهذا المقصود فهو أوجب الواجبات، وأفرض الطاعات؛ فتأمل هذا الأصل حق التأمل، واعتبر تفاصيله تعرف به حكمة أحكم الحاكمين، وأعلم العالمين فيما فرضه على عباده، وحرمه عليهم، وتفاوت مراتب الطاعات والمعاصي+(32).
وبعد أن تبين أن الذنوب منها كبائر، وصغائر يحسن الوقوف عند ماهية الصغائر والكبائر؛ حيث اختلف في تحديد الكبائر وحصرها؛ فقيل في ذلك أقوال منها(33):
1_ قال عبدالله بن مسعود÷: هي أربع.
2_ وقال عبدالله بن عمر_رضي الله عنهما_: هي سبع.
3_ وقال عبدالله بن عمرو بن العاص_رضي الله عنهما_: هي تسع.
4_ وكان ابن عباس_رضي الله عنهما_إذا بلغه قول ابن عمر: الكبائر سبع يقول: هن إلى سبعين أقرب منها إلى سبع.
5_ وقال آخر: هي إحدى عشرة.
6_ وقال أبو طالب المكي: جمعتها من أقوال الصحابة فوجدتها أربعة في القلب وهي: الإشراك بالله، والإصرار على المعصية، والقنوط من رحمة الله، والأمن من مكر الله.
وأربعة في اللسان، وهي: شهادة الزور، وقذف المحصنات، واليمين الغموس، والسحر(34).
وثلاثة في البطن: شرب الخمر، وأكل مال اليتيم، وأكل الربا.
واثنين في الفرج: الزنا، واللواط.
واثنين في اليدين وهما القتل والسرقة.
وواحدا في الرجلين وهو الفرار من الزحف.
وواحدا يتعلق بجميع الجسد وهو عقوق الوالدين.
هذه أقوال الذين حصروها بعدد، وأما الذين لم يحصروها بعدد فمنهم من قال:
पृष्ठ 8