तौबा
التوبة وظيفة العمر
शैलियों
ومن فوائدها الطبية أنها_كما مر_تنير القلب، وتشرح الصدر، وتفرح النفس والروح.
ومعلوم عند جميع الأطباء أن السعي في راحة القلب، وسكونه، وفرحه، وزوال همه وغمه يعد من أكبر الأسباب الجالبة للصحة، المخففة للآلام.
وذلك مجرب مشاهد في الصلاة، خصوصا صلاة الليل أوقات السحر.
ومن ذلك ما أظهره الطب الحديث من فوائد عظيمة للصلاة، وهي أن الدماغ ينتفع انتفاعا كبيرا بالصلاة ذات الخشوع كما قرر ذلك كبار الأطباء في هذا العصر.
وهذا دليل من الأدلة التي يتبين لنا بها بسبب قوة عقول الصحابة، ونفاذ بصيرتهم.
فهذا غيض من فيض بركات الصلاة وثمراتها، وإلا فثمراتها لا تعد ولا تحصى؛ فكلما ازداد المسلم اهتماما بها ومحافظة عليها زادت فائدته والعكس بالعكس.
(211) انظر المغني 6/51.
(212) انظر الربا وأثره على المجتمع الإنساني د.عمر الأشقر ص101_133.
(213) مرجع سابق.
(214) يقول القرطبي×في الجامع لأحكام القرآن 2/366_367: =قال علماؤنا: إن سبيل التوبة مما بيده من الأموال الحرام إن كانت من ربا فليردها على من أربى عليه، ويطلبه إن لم يكن حاضرا، فإن أيس من وجوده فليتصدق بذلك عنه+ .
إلى أن قال: =فإن التبس عليه الأمر، ولم يدر كم الحرام من الحلال مما بيده فإنه يتحرى قدر ما بيده مما يجب عليه رده؛ حتى لا يشك أن ما بقى قد خلص له، فيرده من ذلك الذي أزال عن يده إلى من عرف ممن ظلمه، وأربى عليه، فإن أيس من وجوده تصدق به عنه، فإن أحاطت المظالم بذمته، وعلم أنه وجب عليه من ذلك ما لا يطيق أداءه أبدا؛ لكثرته_فتوبته أن يزيل ما بيده أجمع إما إلى المساكين، وإما إلى ما فيه صلاح المسلمين، حتى لا يبقى في يده إلا أقل ما يجزئه في الصلاة من اللباس وهو ما يستر العورة، وهو من سرته إلى ركبتيه، وقوت يومه؛ لأنه الذي يجب له أن يأخذه من مال غيره إذا اضطر إليه، وإن كره ذلك من يأخذه منه+.
पृष्ठ 216