123

तवाली तानिस

توالي التأنيس بمعالي ابن إدريس لابن حجر

शैलियों

الفصل الخامس في بيان صفة خلقه وخلقه وما نقل من صفاته الجملية

وأخلاقه الحسنة

ذكر سعة علمه وإخلاصه فيه وإنصافه:

قال الحاكم: ثنا أبو العالية الفقيه حدثنا أبو بكر بن أبي داود ثنا هارون بن سعيد سمعت الشافعي يقول: لولا أن يطول على الناس لوضعت في كل مسألة جزء حجج وبيان.

وأخرج الآبري من طريق الربيع قال: لما قدم الشافعي مصر وقعد في مجلسه، كان يجالسه رؤساء أصحاب الحلق، عبد الله بن عبد الحكم ونظراؤه، وكان الشافعي حسن الوجه والخلق، فحبب إلى أهل مصر من الفقهاء والنبلاء والأعيان، وكان يجلس في حلقته إذا صلى الصبح، فيجيء أهل القرآن فيسألونه، فإذا طلعت الشمس قاموا وجاء أهل الحديث فسألوه عن معانيه في تفسيره، فإذا ارتفعت الشمس قاموا واستوت الحلقة للمناظرة والمذاكرة، فإذا ارتفع النهار تفرقوا، وجاء أهل العربية والعروض والشعر والنحو حتى يقرب انتصاف النهار ثم ينصرف إلى منزله.

وقال ابن أبي حاتم: سمعت المزني يقول: قيل للشافعي: كيف شهوتك للعلم؟ قال: اسمع بالحرف مما لم أسمعه فتود أعضائي أن لها أسماعا تتنعم به مثل ما تنعمت الأذنان، فقيل له: كيف حرصك عليه؟ قال:

पृष्ठ 145