وقال ﷺ لفاطمة: "ما دخل فمَ أبيك طعامٌ مند ثلاث" (١).
وقال الثوري (٢): جُعل الخير كلُّه في بيت، وجُعل مفتاحه الجوع (٣).
وقال أبو بكر المروذي: قيل لأبي عبد الله: إن رجلًا قال: قد ذهب سمعي من الجوع. فقلت له: اصبر. فإنها أيام قلائل. فقال: ليته دام على الفقر والجوع إلى الممات. وقال: ذكرت أولئك الفتيان أصحاب الصلاة، أسال الله أن يسلمهم (٤).
وقيل لأبي عبد الله: الرجل يجد من قلبه رقةً، وهو يشبع؟ قال: ما أراه. وجعل يعظم أمر الجوع والفقر (٥).
وقال (٦): لو كان إلي ما أكلت ولا شربت (٧).
وأما السهر فإنه ينير القلب، ويجلوه؛ فيصير القلب كأنه كوكب دري في مرآة مجلوَّة؛ فيرغب في الطاعات لمشاهدة الآخرة.
ومنه حديث حارثة (٨) لما قال: عزفتْ نفسي عن الدنيا، وكأني انظر إلى عرش
_________
(١) رواه: البيهقي في الشعب (٧/ ٣١٥) وعزاه العراقي في تخريج الأحياء (٣/ ٤٦) إلى مسند الحارث بن أبي أسامة، وأشار إلى ضعفه.
(٢) سفيان بن سعيد، أبو عبد الله الكوفي، ثقة حافظ إمام حجة، كان يلقب بأمير المؤمنين في الحديث. (ت ١٦١ هـ) ﵀. ترجمته في: تذكرة الحفاظ للذهبي (١/ ٢٠٣) وتقريب التهذيب لإبن حجر (ص ٢٤٤).
(٣) رواه: أبو نعيم في الحلية (٨/ ٩١).
(٤) لم أجده.
(٥) ابن رجب في جامع العلوم (ص ٣٤٥).
(٦) أي: الإمام أحمد.
(٧) لم أجده.
(٨) ابن مالك الخزرجي الأنصاري، صحابي، ممن شهد بدرًا. ترجمته في: الإستيعاب (١/ ٩٢) والإصابة (١/ ٥٩٧).
1 / 61