ابطال التأويلات: أن الله يرى لا في جهة وهو قول الأشعرية. ثم قال - عن نفيه الجهة: وقد منعنا في كتابنا هذا في غير موضع إطلاق الجهة عليه، والصواب جواز القول بذلك؛ لأن أحمد قد أثبت هذه الصفة؛ التي هي الإستواء على العرش، وأثبت أنه في السماء؛ وكل من أثبت هذا أثبت أنه في جهة (١).
وقد ذكر أن بعض الناس شنع على القاضي أبي يعلى فقالوا بأنه يميل إلى التجسيم والتشبيه. وهذا باطل وكذب عليه، وهو من أقوال الأشعرية التي يثيرونها على كل من أثبت ما نفو ٥ من صفات الباري سبحانه، وقد ألمح القاضي أبو يعلى إلى هؤلاء المشنعين في آخر كتابه ابطال التأويلات، كما أشار إلى ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية مبينًا سبب ما وقع من أولئك (٢).
وهذه الإنتقادات للقاضي أبي يعلى لا تقلل من مكانته، فهو إمام في الفقه وغيره من علوم الشريعة، لكن الكمال لله وحده، ومن ذا الذي تُرضى سجاياه كلها.
وفاته:
توفي القاضي الإِمام أبو يعلى الحنبلي سنة ٤٥٨ هـ. -رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى- (٣).
* * *
_________
(١) إبطال التأويلات (ورقة ١٥٥/ ب) وعنه درء التعارض (٦/ ٢٥٧).
(٢) درء التعارض (٥/ ٢٣٨)، وانظر: من المصدر ذاته (١/ ٣٥٢ و٧/ ٣٣، ٣٤) وقارن بما نقله الصفدي في كتابه: الوافي (٣/ ٨) وابن العربي في: العواصم (٢/ ٢٨٣).
(٣) من مصادر ترجمته - غير ما تقدم -: العبر في خبر من غبر للذهبي (٣/ ٢٤٣) والمنهج الأحمد في تراجم أصحاب الإِمام أحمد للعليمي (٢/ ١٢٨ - ١٤٢)، الأعلام للزركلي (٦/ ٩٩، ١٠٠).
1 / 18