مع زوجاتك على أريكتك، وقد فتحت مصاريع أبوابك وأرخيت عليك حجال خيمك، وحفت الخدام والولدان بقبتك، وسمعت زجلهم بالتقديس لربك، وقد اطلعوا على ضمير قلبك فسارعوا إلى كل ما حدثت به نفسك من أنواع كرامتك وسرورك وأمانيك، فأتوك بكل أمنيتك. وأنت وزوجك بأكمل الهيئة وأتم النعمة، وقد حار فيها طرفك تنظر إليها متعجبًا من جمالها وكمالها، طرب قلبك بملاحتها، وأنس قلبك بها من حسنها، فهى منادمة لك على أريكتك تنازعك وتعاطيك الخمر والسلسبيل والتسنيم في كأسات الدر وأكاويب قوارير الفضة.
فتوهم الكأس من الياقوت والدر في بنانها، وقد قربت إليك ضاحكة بحسن ثغرها، فسطع نور بنانها في الشراب مع نور وجهها ونحرها ونور الجنان ونور وجهك وأنت مقابلها، واجتمع في الكأس الذي في بنانها نور الكأس ونور الشراب ونور وجهها ونور نحرها ونور ثغرها، فما ظنك بذوائب شاب أمرد، كامل الخلق، أنور الوجه، أبيض الجسم، أنضر الثياب، أصفر الحلي من ذهب الجنان يشوبه حمرة الياقوت وبياض الدر وحسن العقيان (١) . فيا لك من عروس ويا تلك عروس طفلة أنيسة عربوبة (٢) كامل خلقها، ويا جمال وجهها، ويا بياض نهودها وتثني جسمها، يكسوها التأنيث، ويلينها
_________
(١) قال في المختار: العقيان الذهب الخالص قيل هو ما ينبت نباتًا وليس مما يحصل من الحجارة.
(٢) هكذا في النسخة المطبوعة من (التوهم)، ولم أقف على المعنى وانظر معنى (رعبوبة) ص٦٠.
1 / 59