نسيمها وبرد جوها، وذلك أول روح وطيب نفح وجهك.
فتوهم نفسك مسرورًا بالدخول لعلمك أنها يفتح بابها لك والذين معك أولياء الله، وفرحك بما تنظر إليه من حسن بهجتها، وما وصل إلى فؤادك من طيب رائحتها، وما باشر وجهك وبدنك من طيب جوها وبرد نسيمها.
فتوهم نفسك أن تفضل الله عليك بهذه الهيئة، فلو مت فرحًا لكان ذلك يحق لك إذا فتحوا بابها أقبلوا عليك ضاحكين في وجهك ووجوه أولياء الله معك، ثم رفعوا أصواتهم يحلفون بعزه ما ضحكنا قط منذ خلقنا إلا إليكم، ونادوكم ﴿سلام عليكم﴾ (١) فتوهم حسن نغماتهم وطيب كلامهم وحسن تسليمهم في كمال صورهم وشدة نورهم، ثم أتبعوا السلام بقولهم: ﴿طبتم فادخلوها خالدين﴾ (٢) فأثنوا عليهم بالطيب والتهذيب من كل دنس ودرن وغل وغش وكل آفة في دين أو دنيا، ثم أذنوا لهم على الله بالدخول في جواره، ثم أخبروهم أنهم باقون فيها أبدًا، فقالوا ﴿طبتم فادخلوها خالدين﴾ . فلما
_________
(١) الزمر /٧٣.
(٢) الزمر /٧٣.
1 / 49