[مكاتباته ودعوته]
بسم الله الرحمن الرحيم. أما بعد فإن الله جل ثناؤه جعل في كل زمان خيرة، ومن كل خيرة منتجبا، والله أعلم حيث يجعل رسالاته، فلم تزل الخيرة من خلقه تتناسخ أحوالا بعد أحوال حتى كان منها صفوة الله محمد صلى الله عليه وآله وسلم سيد المرسلين، وخاتم النبيين؛ اختصه الله بكرامته وأخرجه من خير خلقه قرنا فقرنا، وحالا بعد حال محفوظا مجنبا سوء الولادات، متسقا بأكرم الآباء والأمهات، فلو أن أحدنا في منزلته، وعند الله في مثل حاله لاصطفاه ولأخرجه من مخرجه تبارك وتعالى، ولكن نظر إليه برحمته، واختاره لرسالته، واستحفطه مكنون حكمته وأرسله بشيرا ونذيرا وداعيا إلى الله بإذنه «وقائدا إلى الله» وسراجا منيرا.
ثم قبضه الله إليه حميدا صلى الله عليه وآله وسلم ، فخلف كتابه الذي هو هدي واهتداء، وأمر بالعمل بمافيه، وقد نجم الجور وخولف الكتاب الذي به هدي واهتداء، وأميتت السنة، وأحييت البدعة، ونحن ندعوكم أيها الناس إلى: الحكم بكتاب الله، وإلى العمل بما فيه، وإلى إنكار المنكر وإلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ونستعينكم على ما أمر الله به في كتابه، من المعاونة على البر والتقوى.
पृष्ठ 382