[خروجه إلى اليمن]
فلما أزف خروجه أنفذ إبراهيم بن هارون بغا الكبير في عساكر كثيفة، فخرج القاسم عليه السلام إلى بلاد اليمن، واستخفى هناك، وبث دعاته في الأقطار، وكان أهل قزوين «والري» والجبال، وأهل طبرستان قد بايعوه، وبعث دعاته من بني عمه إلى أهل بلخ، وطالقان والجوزجان، ومروروذ، فبا يعوه وراسلوه ليبعث إليهم بولد له، فلم يأل جهده في الدعوة، فلما أبلى عذره وانتشر أمره، سيرت الجيوش في طلبه نحو اليمن، فاستام إلى حي من البدو واستخفى فيهم، ثم رام الخروج بالمدينة فأبى ذلك عليه أصحابه، وقالوا: العساكر تسرع إلى الحجاز والمدينة، وليس للناس ميرة ولا سلاح، وكاتبه أهل العدل من الأهواز والبصرة، وكانوا خواصه، ولم يكن في أمره أحد، ولا إلىبيعته وإظهار دعوته أسرع، ولا عليها أحرص من المعتزلة، وقد كان ورد أرض مصر على مواعيد أصحابه غير مرة.
पृष्ठ 503