98

ودخل الشراكسة صنعاء ثاني قتل عامر؛ فأظهروا الفساد الذي هو لهم حيلة وجعلوا أعزة أهلها أذلة، وأظهروا(1) عند ذلك مناوأة الإمام عليه السلام، فلما علم الإمام -عليه السلام- سوء سريرتهم تحرك لنصر دين الله بهمة علية، ووردت عليه الكتب من أهل العلم يحثونه على ذلك، فنهض من حجة إلى ثلاء، ولما استقر بها، وبلغ الشراكسة ذلك لاحت لهم سيوف بطشه، وسحائب انتقامه، فحاولوا الخداع للإمام، وخرجوا من صنعاء قاصدين لثلاء فدار بينهم [الخطاب في](2) الصلح، (بأنه يبقى -عليه السلام- في ثلاء وهم)(3) في صنعاء، وشرطوا على(4) ذلك ملاقاة الإمام ومشافهته عليه السلام، فأشير عليهم بالجرم وسوء الظن بهم لغدرهم وعدم وفائهم، فامتنع الإمام عليه السلام، فلما تحققوا خطأ مرامهم(5)، نصبوا القتال فنصر الله تعالى الإمام، فلم يظفروا بطائل، ورجعوا خائبين بعد قتل عدة منهم، وقد أخذهم الرعب.

ثم كان من أسباب التأييد أنه بلغ الشراكسة ما فت في أعضادهم وهو قتل سلطانهم فسقط في أيديهم، وكاتبوا الإمام -عليه السلام-، وطلبوا التخلص من ذلك اللزام(6)، فأجابهم عليه السلام إلى ما سألوا ورجعوا صاغرين.

ثم عزم أمير الشراكسة إلى زيبد، واستخلف على صنعاء جماعة أخذهم أهل صنعاء، برأي الإمام عليه السلام ووصل [عليه السلام] (7) إلى صنعاء (وكثرت إليه)(8) الوفود، ودانت له الأقطار وتتابعت الفتوح.

وفي سنة تسع وعشرين كانت وفاة [الإمام](9) الحسن بن عزالدين -عليه السلام- في فللة ثامن شعبان وكان وفاته بالطاعون، وقام بدعوته ولده مجدالدين بن الحسن، وتقدم إلى كحلان ودخل في طاعته بلاد السودة وشطب، ثم رجع إلى فللة.

पृष्ठ 96