83

الحسن بن المؤيد -عليه السلام- بالدعوة في فلله، واجتمع عنده جماعة من الأعيان مثل أبيه الحسن وأخوته وجماعة من الشيعة، فلما أجمعوا(2) بتوجه الأمر عليه، قال عليه السلام: إني استخرت الله سبحانه وتعالى من الدعوة في هذه المدة، وأعتذر بوجوه، فكان بعد شهر وردت (عليه)(3) دعوة ابن يوسف المذكور، يذكر فيها أنه المتقدم، وحذر من المعارضة، فكان ذلك سببا في تصميم الإمام عزالدين -عليه السلام-، وشجعه على ذلك أن أكثر الناس لاموه، وقالوا له: إن ابن يوسف وإن كان عالما شهير النسب، فأنت تعرف منه مخالطة الملوك، ووقوفه بين أظهرهم، وقبضه جوائزهم، ونحو هذه الأمور.

دعوته عليه السلام:

فدعا عليه السلام وأجابه أكثر الناس، إلا الأمراء بني حمزة فإنهم رجحوا ابن يوسف، وخطبوا له بصعدة واستمرت له اثني عشرة سنة، ولم يملك شيء من البلاد، بل وقف في ثلاء، ومالت عنه الشيعة قاطبة مع علمه الغزير، ومات ولا عقب له، ودفن بثلاء.

فاجتمعت الكلمة بعد موته لمولانا الإمام عزالدين -عليه السلام-، وكانت دعوته عليه السلام في تاسع شهر شوال سنة تسع وتسعين وثمان مائة، واستولى على السودة، وكحلان، والشرفين، والبلاد الشامية، ولم يتمكن من صعدة، وإن كانت الشيعة بها قد أطاعوه -عليه السلام-، وكان أكثر شيعة اليمن من الظواهر، والمغارب، وصنعاء، وذمار، ما يتخلف من(4) مبايعته ومشايعته أحد.

पृष्ठ 81