125

وفي شهر شعبان من السنة المذكورة حصلت زلزلة [عظيمة](7) في صنعاء وجهاتها أفزعت أولي الألباب وكان لها موقع شديد {إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد}[ق:37] وفي نصف رمضان منها أنهدم جبل عظيم مستطيل في موضع يسمى عران حاشف، وكان تحته بيوت فهلك (أكثر)(1) من فيها، وأغار الإمام عليه السلام واستخرج (من هلك من أهلها)(2)، ثم عزم مولانا الحسن عليه السلام (طائفا)(3) إلى ظليمة، وبلاد الظاهر، وزار الأئمة عليهم السلام في ظفار وذيبين، ثم عاد عليه السلام إلى حصن ذي مرمر، وعمر مدينة الغراس وتردد إلى صنعاء وطاف بلاد كوكبان وحراز وآنس، وكان مضيه عليه السلام إلى هذه الجهات عليه السلام لقصد معرفتها بما هو عليه من نية التوجه إلى الجهاد والهمة العالية التي قصر عنها جميع العباد.

ولما وصل عليه السلام آنس استحسنها [كثيرا](4) لكثرة خيرها ومحبة أهلها وتوسطها وكان قد عزم قبل معرفتها على سكون ذمار ثم صعد جبل ضوران فلما اطلع عليه عزم على عمارته واستيطانه وإحيائه وجعله معقلا للمسلمين ودامغا للظالمين لسموه وقربه إلى الجهات من صنعاء واليمن [وتهامة](5) والحيمة والمغارب والمشارق، ومع ذلك قريب منه صوافي واسعة لا مالك لها ومرافق لا توجد في غيره.

ولما وصل إليه مولانا الحسين عليه السلام (كان أشد احتسابا)(6) وأعطاه مولانا الحسن عليه السلام نصف الحصن ومواضع في الحصين، ثم اشترى (عليه السلام كثير)(7) من الأوديه بمال(8) قليل؛ لعدم حاجة أهلها إليها؛ لبعدها(9) من الحي، وما زالت العمائر تزداد، وعمر عليه السلام المدرج والنوب والحبس وعمر الجامع المقدس وجعله على مساحة جامع شهارة، واستخرج له الماء وغرس الغروس على أنواعها، وقيل في إستيطابه له (الأشعار الكثيرة منها)(10):

كأن الدامغ المشهور(11) ليث .... مقادمه إلى جهة المشارق يقلب رأسه يمنا وشاما .... ليفترس المنافق والمشاقق

पृष्ठ 123