95

ताथीर लोटस

تأثير اللوتس: رواية عن جزيئات النانو في أبحاث الطب الحيوي

शैलियों

فعلق العميد: «إذن إن شئنا الدقة نقول إنها طاقات، تلك التي نراها في الصور.» فضحك الطبيب النفسي.

لا بد أن الأمر كان ذا صلة بالحلوى التي تناولوها حين آذنت الأمسية بالانتهاء؛ إذ علا الأنفس الشبعى تثاقل. كان الطبيب النفسي يتحدث الآن عن الفن الحديث المشكل من العظام والرءوس المقطوعة. «إن الموت ليستفز لحظات داخلية حميمة في الذات. هل سنقوم في النهاية بالقضاء على أنفسنا؟» كان وقع السؤال يشبه الأسئلة البلاغية، وقد سقطت زاويتا فمه إلى أسفل، بينما هو يجول بنظره بين الحضور من واحد لآخر. لم يحصل إلا على همهمة، وهزات رءوس، وسعال مكتوم. لماذا يصيب الاكتئاب كبار السن حين تكون المعدة ممتلئة والأمسية توشك أن تنتهي؟ سألت فاندا نفسها. هل كانت هذه أعراض الامتلاء؟ أم لعلها برمجة تخليقية جينية؟ «هل من الممكن للعلاج الجيني المستخدم لمقاومة خرف الشيخوخة أيضا أن يرفع عمر الأفكار المرضية؟» هكذا فلت السؤال من فاندا ليصير محور الحديث بقية الأمسية. قال أحدهم: «هذا مقياس جيد»، بل وتطوع أن يجرب على نفسه.

مد تيم بيكر يده إليها مودعا وقال: «أحييك أيضا بالنيابة عن ريك.» ماذا يقصد بذلك؟ وماذا حكى له ريك؟ ردت التحية وحاولت أن تبدو فرحة، لكنها كانت تشعر بالضآلة.

الفصل الرابع والثلاثون

التجميع الذاتي

حين استيقظت في اليوم التالي لم تعرف في اللحظة الأولى أين هي. استغرق منها الأمر برهة إلى أن أدركت أنها نامت في وضع مقلوب، واضعة قدميها مكان رأسها على الوسادة.

وبعد ساعة كانت قد استخرجت تقرير أخصائي الفيروسات من درج مكتبها. ألقت نظرة متعبة من النافذة، كان الثلج قد انقضى، لكن يبدو أن الأيام كانت حزينة عليه. سرعان ما سيحل عيد الميلاد، وهي لم تفكر بعد كيف تريد أن تمضي الوقت «ما بين السنين» كما يدعوه الكثيرون. في الحقيقة كانت تعجبها أجواء نهاية العام، فمنذ توقفت عن الاحتفال بعيد الميلاد وهي تستمتع أكثر بأيامها، فتغيير السنين كان يبدو لها مثل الوقفة القصيرة التي تلي الزفير، فقد كانت واحدة من اللحظات النادرة التي تهدأ فيها نفسها حقا. يمكنها أن تسافر جنوبا، أو تستمتع بالنسمات القوية لبحر الشمال ، أو ببساطة تظل هنا تعمل وتحصل على أقساط وفيرة من النوم. على الأرجح أن هذا ما سيحدث، وأخيرا تنظيف الشقة مرة.

أما في القسم فكانت أجواء نهاية العام واضحة بالفعل؛ كان الجميع في حالة مزاجية جيدة، تكاد تقترب من الانفعال المبالغ فيه، مثل الأطفال الذين يعتقدون في وجود بابا نويل. لقد كان عيد الميلاد حالة استثنائية؛ إذ كانت الإدارة تغض الطرف عن إساءة استخدام غرف الخدمة، ربما كنوع من الاعتذار إلى العاملين الذين لم يحسب حسابهم في تخطيط المبنى بتوفير غرف لأنشطتهم الاجتماعية. لقد نسوا الأمر برمته إن شئنا الدقة. على أية حال، يوجد الآن في قاعة الاجتماعات طبق من البسكويت تتآمر عليه مجموعات صغيرة في وقت الراحة، في حين تتلألأ فوق رءوسهم سلسلة مصابيح ملونة، إذ كانت الشموع ممنوعة بطبيعة الحال. وفي الأيام التي كان يغيب فيها شتورم عن المبنى كانت الطرقة تعبق بروائح الشمع والنبيذ الساخن بالتوابل، بل إن السيدة بونتي نفسها كانت تجلب معها بعضا مما قامت بخبزه بنفسها. كانت الأمور التي لم تنته بعد إما يفرغ منها أو يجمد العمل عليها، أما المسائل التي لم تبدأ فيتم تأجيلها للعام الجديد.

وفجأة صارت الحياة الشخصية أهم من العمل؛ إذ حرص معظم الزملاء على العودة إلى منازلهم في الموعد. وكان هذا هو الوقت المثالي للأنشطة السرية، فإذا كانت فاندا وعصابتها ترغب في تحليل عينات شركة بي آي تي بنفسها، فالآن هو الوقت الأمثل.

وعلى غرار كل عام، سيقام احتفال عيد الميلاد الخاص بالقسم يوم الجمعة، وفي هذا العام لم يقم شتورم بالحجز في مطعم كما هي عادته، وإنما دعاهم للاحتفال في منزله، وهو أمر يحدث للمرة الأولى، فقابلوه جميعا بمشاعر مختلطة. وبعد ذلك سيرحل كثير من الطلاب إلى عائلاتهم، وكذلك كثير من الزملاء، وخصوصا غير الألمان، سيسافرون إلى بلادهم في إجازة عيد الميلاد. قررت فاندا أن تستغل هذه الفترة الهادئة في الإعداد لمشروعاتها في السنة الجديدة، فتكتب طلبات التمويل، وتنتهي من تقارير الإشراف التي كلفها شتورم بها. علاوة على ذلك كان عليها أن تطلب حيوانات جديدة من أجل أن تعيد التجارب التي فشلت. كان مجرد التفكير في ذلك يجعل الدماء تتجمد في عروقها. سيتعين عليها أن تعيد كل شيء من جديد. لقد كلفتها العدوى التي انتشرت في الحظيرة على الأقل ثلاثة أشهر إن لم تكن أربعة. أجرت حساباتها وتوصلت للنتيجة أن هذا يمثل نحو عشرة بالمائة من مدة عقد عملها.

अज्ञात पृष्ठ