115

ताथीर लोटस

تأثير اللوتس: رواية عن جزيئات النانو في أبحاث الطب الحيوي

शैलियों

كانت فاندا تنظر إلى الأشجار وتعبث متوترة بالزر البلاستيكي في جيب معطفها، سيتعرفون بعضهم على بعض من الشارة الحمراء. كان الجراج بالغابة خاويا إلا من سيارة واحدة.

هناك ينتهي الطريق المسفلت بين المستشفى والبرج الذي يشق الغابة في خط مستقيم، بخلاف ذلك توجد طرقات التجول. تركت فاندا بصرها يتجول مرة أخرى فوق المدينة، كانت جلستها في البرج وكأنها على كف تمد منها أناملها المعوجة لتلتقط الطبيعة كثيرة التلال. كانت المرتفعات البعيدة هاجعة في حضن الضباب، وكل ما وراءها بدا جد بعيد، وحين استدارت وجدت خلفها هيئة داكنة تنظر تجاهها، لكنها لا تأتي بخطوة لتقترب منها.

همست في ياقة المعطف: «بدأنا.»

كان الشخص طويلا يرتدي معطفا أسود وحذاء عالي الرقبة ثقيلا، حين لاحظ وجودها ورأى أنها تأتي نحوه أدار رأسه ونظر يمينا ويسارا. ذكرها أنفه الطويل والتجعدات حول العينين اللتين لا تفارقانها أبدا بغراب جائع. كان يعبث بزر أحمر بين أصابعه، وحين اقتربت رأت نظراته الطاردة التي يخفيها جزئيا تحت غرته الكثيفة. أظهرت فاندا شارتها وذكرت اسمها.

وبحركة سريعة أزاح شعره من على وجهه، فبدا وجهه شاحبا بدرجة لا تناسب شبابه. كان في وجهه شيء مألوف، إلا أن الانطباع لم يمكث طويلا؛ لأنه استدار في نفس اللحظة. لمع شعر أبيض يتخلل الخصلات الأخرى في مؤخرة رأسه، فيما تناثرت قشرة الشعر على ياقته وأكتافه. خطا خطوات واسعة إلى داخل الغابة، لاقت فاندا صعوبة في متابعته.

وقف على الممشى العريض. «ماذا تريدين؟» تحشرج صوته وكأنه ينعق. «من هو مايك؟» «ماذا تريدين منه؟» «سأصفعه لطمة على وجهه.» قالت فاندا مراهنة، إلا أن تيد كان يسيطر على أعصابه. «هل هذا كل شيء؟» «لم يكن حذرا. لقد شوهد.»

لم ينطبق هذا الكلام مع الحقيقة تماما لكنه أتي بمفعول؛ إذ بدا تيد مرتبكا لبعض الوقت.

مط وجهه وهو يقول: «لم يكن كذلك.» الآن أحكمت عليك الخناق، قالت فاندا لنفسها في انتصار، ومشت ببساطة على ممشى الغابة. «هل تريد أن تتجمد هنا؟»

قال هامسا: «أولا، لا بد أن تختفي الصورة»، ثم تبعها على غير رضا. «انس أمر الصورة، هنالك شاهدة لها ذاكرة قوية، سأعرض عليك اقتراحا آخر: احك لي ما الذي حدث في قسمنا يوم السابع من نوفمبر. إن أقنعني كلامك فسنلزم نحن الصمت وستنسى الشاهدة كل ما رأت. فقدان ذاكرة مؤقت.» من الجيد أن بيترا لم تكن تسمعها.

ضربت فاندا بيدها على مؤخرة رأسها وقالت: «لا بد أن هذا مألوف لك.» نظر إليها نظرات سوداء. «من تعنين ب «نحن»؟» «يوهانيس ليبكنيشت، بيتر سنايدر، هل يكفي هذا؟ للأسف لم يكن من السهل إبعاد الشرطة عن المسألة تماما.» شد تيد غرته وتقوست شفته السفلى، والتزم الصمت. ومرة واحدة انفجرت هي في الكلام. «لا أستطيع تحمل أن يهاجمني أحد.»

अज्ञात पृष्ठ