राष्ट्रों के विकास के मानसिक नियम
السنن النفسية لتطور الأمم
शैलियों
ولم تكن القوى النفسية التي لها ذلك التأثير الكبير صادرة عن العقل، وهذه القوى هي التي تسيطر على جميع العقول، وفي الكتب وحدها تجد أن المعقول يقود التاريخ.
وإذ كانت علل ما يملأ حياة الأمم من اصطراع غريبة عن العقل فإنك ترى أن أي تقدم في العلم لا يلطف ضراوته، وعلى ما تبصر من نمو العقل باتساع أفق المعرفة تجد المشاعر والأوهام والشهوات التي سيرت الناس منذ دور الكهوف الأولى ظلت ثابتة كما هي، فالحق أنه لا دور للحقد والحب والحرص والطمع والعجب.
والأمم - وهي لا كبير تأثير للعقل فيها - مسيرة بأخلاق عرقها؛ أي بمجموع المشاعر والاحتياجات والعادات والرغبات التي هي دعائم روحها الأساسية، وتمن هذه الروح القومية على الأمم بثبات دائم مع تقلبات الحوادث على الدوام.
وهنا نلمس سر التاريخ، وهنا نلمس القوى الخفية التي توجه مجراه.
والعرق بالحقيقة هو الذي يعين الوجه الذي تسير به الأمم بفعل الحوادث وتقلبات البيئة.
وتهيمن روح العروق على مقادير الأمم حين تسيطر على النظم والقوانين وعلى عزائم الطغاة.
وتعين معرفة روح العروق على حل ألغاز التاريخ، وتخبرنا معرفة روح العرق بأسباب العظمة والانحطاط، وبالعلة في نماذج أمم وعجز أمم عن ذلك، والعرق هو حجر الزاوية الذي يقوم عليه توازن الأمم، والعرق هو الذي يعين الحد النفسي لطموح الفاتحين ولما يبتدعونه من أخيلة العظمة والتصدر. •••
وشأن العرق يرسخ في حياة الأمم رسوخا عظيما على الدوام، فلا يجوز جهله، وعلى ما تراه من بيان الكتب الدينية القديمة لقوة هذا الشأن تبصر الثوريين الغافلين عن الماضي يجادلون في هذه القوة.
بيد أن على من يرغب في اكتناه مبدأ العرق أن يعرف ما أسفر عنه علم الحياة الحديث من الاكتشافات.
ويكفي الاصطراع الأوربي لإثبات خطأ النظريين الذين يحاولون إنكار روح العروق، ومصدر هذا الاصطراع الرئيس بالحقيقة هو ادعاء إحدى الأمم بالصدارة لما افترضته من خصال عرقها فاعتقدت أنها مدعوة إلى السيطرة على العالم، ومن أسباب هذا الاصطراع أيضا ما كان من الحقد الموروث المفرق بين أمم مختلفة الأصول؛ كالنمسويين والصرب والروس على الخصوص.
अज्ञात पृष्ठ