राष्ट्रों के विकास के मानसिक नियम
السنن النفسية لتطور الأمم
शैलियों
والأمم المختلفة لاختلاف مزاجها النفسي وحده لا تبقى تحت نظام واحد لطويل زمن، وما كان الإيرلندي والإنكليزي، أو السلافي والمجري، أو العربي والفرنسي، ليخضعا لقوانين واحدة إلا بأقصى الصعوبات ومتصل الثورات، ولم تكن الإمبراطوريات الكبري المشتملة على أمم مختلفة لتعيش إلا عيشا موقتا على الدوام، وإذا ما كتب لتلك الإمبراطوريات الكبرى بقاء طويل، كما كتب لإمبراطورية المغول ثم لإمبراطورية الإنكليز في الهند؛ فذلك لأن العروق المتقابلة هي من الكثرة والتباين والتنافس بحيث لا تفكر في الاتحاد ضد الأجنبي؛ وذلك لأن سادتها الأجانب لهم من الغرائز السياسية الصادقة ما يحترمون به عادات الأمم المغلوبة ويدعونها تعيش به خاضعة لشرائعها الخاصة.
ولو أريد بيان جميع النتائج الصادرة عن مزاج الأمم النفسي لكتبت عدة مجلدات ولجدد التاريخ بأسره، ويجب أن يكون البحث العميق في ذلك المزاج النفسي أساس السياسة والتربية، ولو كانت الأمم تستطيع أن تتفلت من مقادير عرقها، ولو كان صوت الأموات المتجبر غير خانق لصوت العقل، لصان الأمم ذلك البحث من أغاليط كثيرة وانقلابات غير قليلة.
هوامش
الفصل الثاني
تطبيق المبادئ السابقة على البحث المقارن في تطور
الولايات المتحدة بأمريكة والجمهوريات الإسبانية الأمريكية
تثبت الملاحظات المختصرة السابقة أن نظم الأمة تعبر عن روحها، وأن الأمة إذا سهل عليها أن تغير شكل هذه النظم لا تقدر على تغيير أساسها، والآن نبين بأمثلة واضحة درجة سيطرة روح الأمة على مصيرها، كما نبين الشأن الضئيل الذي تمثله النظم في ذلك المصير.
1
وإنني آخذ هذه الأمثلة من بلد تعيش فيه جنبا لجنب؛ وذلك في بيئة ذات أحوال قليلة الاختلاف، عروق أوربية متماثلة في الحضارة والذكاء، غير مختلفة في سوى الأخلاق؛ أي آخذها من أمريكة. وتؤلف أمريكة من قارتين يجمعهما برزخ، وتتساوى تانك القارتان مساحة تقريبا، وتتشابهان ترابا تشابها كبيرا، والعرق الإنكليزي كان قد استولى على إحداهما، والعرق الإسپاني كان قد استولى على الأخرى، وكلا العرقين ذو دساتير متشابهة ما دامت جمهوريات أمريكة الجنوبية قد نقلت دساتيرها من دستور الولايات المتحدة، وهنالك لا ترى، إذن، غير اختلاف عروق متقابل نستعين به على إيضاح مختلف مصاير تلك الأمم، وإليك نتائج هذا الاختلاف:
لنبدأ بتلخيص أخلاق العرق الأنغلوسكسوني الذي عمر الولايات المتحدة، وذلك في بضع كلمات، وفي العالم لا تجد عرقا أكثر تجانسا منه مع اختلاف أصله، وفي العالم قد لا تجد عرقا ذا مزاج نفسي أسهل تعريفا من مزاجه في خطوطه الكبرى.
अज्ञात पृष्ठ