والأحاديث كثيرة جدًا في هذا الباب، وقد تقدم في أحاديث المسألة، ما هو أبلغ من ذلك، «في قوله: فلا يزال معذبًا، حتى يبعثه الله من مضجعه ذلك»، وهذا صريح في أن البدن يعذب في القبر.
وروى النسائي، «من حديث عبد الله بن عمر ﵄ عن النبي ﷺ قال: هذا الذي تحرك له العرش، وفتحت له أبواب السماء، وشهد له سبعون ألفًا من الملائكة، لقد ضم ضمة ثم فرج عنه» قال النسائي: - يعني سعد بن معاذ ـ.
«وفي حديث عائشة، قالت: قال رسول الله ﷺ: للقبر ضغطة، لو نجا منها أحد لنجا منها سعد بن معاذ» .
قال نافع: بلغني أنه شهد جنازته سبعون ألف ملك، لم ينزلوا إلى الأرض قط.
«وفي لفظ: منديل من مناديل سعد، خير من الدنيا وما فيها» .
فصل: في عذاب القبر حق
قال المروزي: قال الإمام أحمد: عذاب القبر حق لا ينكره إلا ضال مضل.
وقال حنبل: قلت لأبي عبد الله في عذاب القبر! فقال: هذه أحاديث صحاح، نؤمن بها ونقر بها، كلما جاء عن النبي ﷺ إسناد جيد أقررنا به، إذا لم نقر بما جاء به الرسول ودفعناه ورددناه، رددنا على الله أمره، قال تعالى: ﴿وما آتاكم الرسول فخذوه﴾ قلت له: وعذاب القبر حق؟ ! قال: حق، يعذبون في القبور، قل: وسمعت أبا عبد الله يقول: نؤمن بعذاب القبر وبمنكر ونكير، وأن العبد يسأل في قبره، ﴿يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة﴾ في القبر.
وقال أحمد بن القاسم: قلت يا أبا عبد الله: نقر بمنكر ونكير، وربما يروى من عذاب القبر؟ ! فقال: سبحان الله! نعم، نقر بذلك ونقول به.
قال العلامة ابن القيم: ومما ينبغي أن يعلم، أن عذاب القبر هو عذاب البرزخ،