83

तासिस तकदीस

تأسيس التقديس في كشف تلبيس داود بن جرجيس

अन्वेषक

عبد السلام بن برجس العبد الكريم

प्रकाशक

مؤسسة الرسالة

संस्करण संख्या

الطبعة الأولى ١٤٢٢هـ

प्रकाशन वर्ष

٢٠٠١م

فيقال: التسمية لا حكم لها، ولا تتغير حقيقة الشيء بتغير الاسم كما جاء عنه ﷺ: "أنه يأتي ناس من أمتي يسمون الخمر بغير اسمها"١ وكذا من سمى الزنا نكاحا، فالتسمية لا تزيل الاسم ولا الحكم؛ ومن عامل معاملة ربوية فهو مرابي وإن لم يسمه ربا، فكذا من ارتكب شيئا من الأمور الشركية فهو مشرك وإن سمى ذلك توسلا وتشفعا ونحوه. والشيطان لما علم أن النفوس تنفر من تسمية ما يفعله المشركون تألها أخرجه في قالب آخر تقبله النفوس، ومما يفضح هذا في قوله إن طلب المخلوق من المخلوق لا يسمى دعاء بل هو نداء، وإنما الدعاء الذي هو عبادة فهو اتخاذ غير الله ربا وإلها. فعلى قوله أن من نادى إبليس وطلب منه قضاء حاجاته وكشف كرباته مع كونه لا يسميه ربا ولا إلها، بل يقول أنا أبغضه ولكن أطلب منه حوائجي وأستنصر به على عدوي لأنه يقوي على ما لا يقوي عليه البشر، ولا يضرني ذلك على مذهب الشيخ داود، لأني لا أسمي الشيطان ربا ولا إلها ولا أعتقد ذلك فيه [فعلى مذهبه الباطل أن هذا جائز] ٢. يحقق ذلك أن كل أحد يعترف بأن عبادة غير الله شرك. وقد قدمنا تعريف العبادة فمن جعل نوعا من أنواع العبادة لغير الله فقد أشرك وإن كان لا يظنه شركا ولا تألها وسماها بأي اسم شاء. فالمشرك مشرك شاء أم أبى، كما أن المرابي مراب شاء أم أبى. يوضح ذلك أن من أطاع مخلوقا في تحليل ما حرم الله أو تحريم ما أحل الله فقد اتخذه ربا وإلها من دون الله، قال الله تعالى: ﴿اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ

١ أخرجه ابن ماجه، كتاب الأشربة، باب الخمر يسمونها بغير اسمها حديث ٣٣٨٤ والإمام أحمد في المسند "٤ / ٣٢٤" وصححه العلامة الألباني انظر الصحيحة رقم ٤١٤. ٢ ما بين المعكوفين سقط من "ب".

1 / 94