ولا يدفع عنه دافع قال الله تعالى ﴿مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلَا شَفِيعٍ يُطَاعُ﴾ [غافر:١٨] . وقال: ﴿فَمَا تَنْفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ﴾ [المدثر:٤٨] . وقال ﴿وَكَمْ مِنْ مَلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لَا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا إِلَّا مِنْ بَعْدِ أَنْ يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَرْضَى﴾ [النجم:٢٦] . ﴿وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنْ ارْتَضَى وَهُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ﴾ [الأنبياء:٢٨] . وانظر إلى إنكار هذا المعترض قولنا إن من أراده الله بضر فلا منقذ له ولا شفيع كما هو نص الآية بقوله ظاهر كلام هذا الرجل إنكار الشفاعة بالكلية لقوله وهذا نص في أن من أراده الله بضر فلا منقذ له ولا شفيع فيا عجبا من جرأة هذا، وهل قلت من عند نفسي إن من أراده الله بضر فلا شفيع له ولا منقذ، أو هذا قول الله ﷾ لا قول غيره؟! وزعم أن استدلالنا بالآية إنكار منا للشفاعة وهو يعلم أننا لا ننكر الشفاعة الواقعة بإذن الله، وإنما ننكر الشفاعة الشركية التي يثبتها هو وأشباهه.
قوله: وهل يستدل من له أدنى عقل على عدم شفاعة النبي ﷺ وإنقاذه لأمته بمثل هذا الدليل الباطل.
فوصف الخبيث كلام الله بالبطلان مما يبين جهل هذا وفجوره، فلو قال الاستدلال الباطل لكان أخف إثما لأن وصف الدليل بالبطلان كفر صريح لأن القرآن هو الدليل، قال الإمام أحمد: الدال الله والدليل القرآن والمبين الرسول، والمستدل أولو العلم، هذه قواعد الإسلام. والمقصود بذكر كلام الإمام أحمد بيان أن الذي يوصف بالدليل هو القرآن، فقول المعترض مثل هذا الدليل الباطل وصف للقرآن بالبطلان.
وانظر قوله: ومعلوم أن من استوجب العذاب أو دخل فيه وشفع فيه الملائكة والأنبياء وغيرهم لا شك أن الله أراده بضر ونفعه شفاعة الشافعين.
فصريح كلامه هذا تكذيب لصاحب يس - الذي صدقه الله فيه، ويشهد له من نصوص القرآن ما لا يحصى إلا بكلفة - في قوله: ﴿إِنْ يُرِدْنِي الرَّحْمَانُ بِضُرٍّ لَا تُغْنِ عَنِّي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا وَلَا يُنقِذُونِي﴾ [يس: ٢٣] . فيقال
1 / 70