114

तासिस तकदीस

تأسيس التقديس في كشف تلبيس داود بن جرجيس

अन्वेषक

عبد السلام بن برجس العبد الكريم

प्रकाशक

مؤسسة الرسالة

संस्करण संख्या

الطبعة الأولى ١٤٢٢هـ

प्रकाशन वर्ष

٢٠٠١م

أوثانا من لا يداني هذا ولا يقاربه وأقاموا لها سدنة، فلو كان الدعاء عند القبور والصلاة عندها والتبرك بها فضيلة أو سنة أو مباحا لنصب المهاجرون والأنصار هذا القبر علما لذلك ودعوا عنده وسنوا ذلك لمن بعدهم، ولكن كانوا أعلم بالله ورسوله ودينه من الخلوف التي خلفت بعدهم، وكذلك التابعون لهم بإحسان درجوا على هذا السبيل، وقد كان عندهم من قبور أصحاب رسول الله ﷺ بالأمصار عدد كثير وهم متوافرون، فما منهم من استغاث عند قبر صاحب ولا دعا به ولا دعاه ولا دعا عنده أو استسقى به ولا استنصر به، ومن المعلوم أن مثل هذا مما تتوافر الهمم والدواعي على نقله، بل على نقل ما هو دونه.
وذكر ابن القيم أيضا ما رواه أبو داود في سننه عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ﷺ: "لا تجعلوا بيوتكم قبورا، ولا تجعلوا قبري عيدا، وصلوا علي فإن صلاتكم تبلغني حيث كنتم"١.
وروى أبو يعلى عن علي بن الحسين أنه رأى رجلا يجيء إلى فرجة كانت عند قبر النبي ﷺ فيدخل فيها فيدعوا فنهاه وقال: ألا أحدثكم حديثا سمعته من أبي عن جدي عن رسول الله ﷺ: " لا تتخذوا قبري عيدا ولا بيوتكم قبورا، وصلوا علي فإن تسليمكم يبلغني أينما كنتم"٢. رواه أبو عبد الله محمد بن عبد الواحد المقدسي في مختارته.
وروى سعيد بن منصور في سننه عن أبي سعيد مولى المهري قال: رسول الله ﷺ "لا تتخذوا بيتي عيدا، ولا بيوتكم قبورا، وصلوا علي حيثما كنتم فإن صلاتكم تبلغني".

١ أخرجه أبو داود، كتاب المناسب، باب زيارة القبور، حديث ٢٠٢٤.
٢ أخرجه أبو يعلى الموصلي في مسنده رقم ٤٦٩، وذكره الهيثمي في المجمع "٣ / ٦٦٨" وقال: رواه أبو يعلى، وفيه جعفر بن إبراهيم الجعفري، ذكره ابن أبي حاتم ولم يذكر فيه مدحا وبقية رجاله ثقات.

1 / 125