الحميد بن عبد الهادي المقدسي، والعلاء علي بن أيوب المقدسي، وعلي بن الموفق، والبدر محمد بن إبراهيم بن سعد الله بن جماعة، وغيرهم كثير^(١).

المطلب الخامس: مصنفاته:

نظراً لما بيّناه من انقطاع الإمام النووي رحمه الله تعالى للعلم، ووقف وقته وجهده عليه، فقد ترك ثروة أغنت العلم، وأثرت المعرفة، وسد حاجة طالبي العلم في أبواب شتى، وهذا ليس بالغريب على عالم كان يكتب في التصنيف كراستين أو أكثر في اليوم.

لقد عمّ النفع بتصانيفه، وانتشر في الأقطار ذكرها، وأکب الناس على تحصيلها، حتى كان من يشنؤها - يكرهها - في حياته، مجهداً في تحصيلها والانتفاع بها بعد مماته. قال اليافعي: لقد بلغني أنه حصلت له نظرة جمالية، من نظرات الحق سبحانه وتعالى بعد موته، فظهرت بركتها على كتبه، فحظيت بقبول العباد، والنفع في سائر البلاد.

وكان الخطيب جمال الدين محمود بن جمعة الخطيب بالجامع الأموي يقول بحضرة جماعة من مشايخ العصر أنه سمع من شخص يخاطبه، وهو بين النائم واليقظان: إن الله أفاض على النووي في قبره فيضاً، فصرف ذلك الفيض إلى كتبه، فمن ثم شاعت وذاعت^(٢).

وكان رحمه الله تعالى متقناً في سائر أصناف العلوم من فقه وحديث وأصول وأسماء رجال ولغة وصرف ...