159

ضغط إلحاح عامة رجاله.

أرسل أبو جعفر لمواجهة هذه الثورة جيشا معظمه من الخراسانيين الموالين للدولة العباسية ، بقيادة ولي عهده عيسى بن موسى العباسي ، فحاصر المدينة ، واستمرت الحرب أياما حتى قتل محمد النفس الزكية رحمه الله .

ولم تخل هذه الثورة من شائبة توضيف بعض المعتقدات الدينية بطريقة خاطئة للاستحواذ على عواطف الناس ، وإن لم يكن صاحب الثورة هو سببها والمسؤول الأول عنها ، إذ أشاع بعض أتباعه أن محمدا هذا هو المهدي الموعود الذي أخبر النبي صلى الله عليه وآله به وبظهوره ، ومن هنا كان أول ظهور لزيادة في تسمية المهدي الموعود على الحديث النبي المعروف «لاتقوم الساعة حتى يملك الناس رجلا من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي» فجاءت الزيادة عليه «واسم أبيه اسم أبي» إذ النفس الزكية هو محمد بن عبدالله بن الحسن ، فإسم أبيه أيضا يواطئ اسم أب النبي صلى الله عليه وآله (1).

لذلك كان الأمام جعفر الصادق عليه السلام إذا رأى محمد النفس الزكية تغرغرت عيناه ، ثم يقول : بنفسي هو ، إن الناس ليقولون فيه إنه المهدي ، وإنه لمقتول ، ليس هذا في كتاب أبيه علي من خلفاء هذه الأمة (2).

وانتهت ثورة النفس الزكية ، وبقي أخوه إبراهيم الذي لايزال متخفيا في

पृष्ठ 163