तसव्वुफ और इमाम शअरानी
التصوف الإسلامي والإمام الشعراني
शैलियों
وقد وجد الشعراني في كل مرة غاص فيها صيدا ثمينا، صيدا هو خزانة من خزائن العلم اللدني.
ففي المرة الأولى وجد خزانة على بابها قفل، ففتحها بقول: «لا إله إلا الله»، فوجد فيها عجبا، وجد العلوم التي برزت من اللوح المحفوظ إلى هذا العالم على اختلاف طبقاته، من الصديقية الكبرى إلى آخر درجات الولاية.
وتلك الخزانة تشتمل على علوم لا تحصى ولا تدرك إلا بتعريف من الله - عز وجل - ووجد الشعراني علوم تلك الخزانة مرتبة منسقة، وعلى كل علم اسمه.
ولقد أخرج الشعراني كما يقول جميع تلك العلوم من الخزانة، وجعلها من جملة ذخائره ومعارفه، وأضافها إلى ما عنده.
فلما غطس في المرة الثانية وجد خزانة أخرى على بابها قفلان، ففتحها باسم «الله»، فوجد فيها جملة من آيات القرآن العظيم من أول سورة الحاقة إلى آخر القرآن، ووجد تفسير كل آية من تلك الآيات مكتوبا، وهو علم لا تدركه العقول، ولا يستفاد من كتب.
وأخرج الشعراني أيضا علوم تلك الخزانة وأضافها إلى معارفه وذخائره، وضمها إلى ثروته وكنوزه.
وهكذا يمضي الشعراني مصورا لنا بحار شيخه ومعارفه اللدنية، شارحا للخزن المملوءة بالكنوز التي عثر عليها في تلك البحار، وكيفية فتحها، وما فيها من علوم استحوذ عليها واستفاد بها، وهو تصوير برعت فيه الأقلام الصوفية، ومرن عليه الذوق الصوفي.
والمراد بالخزن وأقفالها وما كتب عليها وطرائق فتحها هو - فيما نعتقد - الرمز إلى أسرار الذكر، وأسرار أسماء الله الحسنى، وفتوحات تلاوتها.
والذكر هو سر التصوف وروحه، كما أنه عندهم بداية الإلهام ونهايته، وليس بصوفي من غفل قلبه لحظة عن ذكر الله، أو التفكير في آياته.
وعلى هذا النهج تصوف الشعراني، فكان تصوفه بداية خلوده، وكان تصوفه فتحا ربانيا - كما يقولون - لعصره والعصور المتعاقبة.
अज्ञात पृष्ठ