तसव्वुफ़: आध्यात्मिक क्रांति इस्लाम में
التصوف: الثورة الروحية في الإسلام
शैलियों
وعلة كل شيء صنعه ولا علة لصنعه، وليس في السموات العلا ولا في الأرضين السفلى مدبر غير الله، وكل ما تصور في وهمك فالله بخلاف ذلك.»
28
وقد أدرك بعض المحققين من الصوفية عدم كفاية ذلك النوع من التوحيد المستند إلى التجريد لأنه مجموعة من السلوب تصور الله تعالى بصورة تباعد بينه وبين خلقه. على أن غاية الموحد توحيدا عقليا هي أن ينزه الله تنزيها مطلقا، والتنزيه - كما يقول ابن عربي - عين التقييد؛ لأنه حمل صفات على الله، والحمل أيا كان تقييد. فالتنزيه المطلق إذن مستحيل عن طريق حمل صفات على الله، وأفضل شيء يقوم به العقل هو أن ينظر إلى الله من حيث أنه «هو» من غير أن يخبر عنه بنفي أو إثبات. قال تعالى:
قل الله ثم ذرهم في خوضهم يلعبون .
29
ولما كان التوحيد الحقيقي فوق مقدور العقل، ولما كان التنزيه يحمل في ذاته معنى التقييد، اعتبرت طائفة من الصوفية التوحيد العقلي توحيد العوام، وتكلمت عن النوع الثاني من التوحيد الذي هو توحيد القلب والشهود، وكان رائدهم في هذا المضمار أبا القاسم الجنيد البغدادي الذي كان له الفضل في نقل التوحيد من الميدان الكلامي إلى الميدان الصوفي، أو من ميدان النظر العقلي إلى ميدان التجربة الروحية، وقد كتب في ذلك رسالة خاصة
30
يشرح في فصل من فصولها أنواع الموحدين ودرجاتهم التي يمر بها الصوفي الواصل، ويقف عند بعضها الصوفي الذي انقطعت به الطريق. هذا بالإضافة إلى الأقوال الكثيرة التي أوردها له في هذا الباب القشيري والهجويري وغيرهما من مؤلفي كتب التصوف، وهي أقوال غنية في معانيها، بعيدة الغور في مراميها، قد يستعصى فهم بعضها حتى على كبار رجال التصوف أنفسهم أمثال ابن عربي الذي صرح بأنه لا يفهم كلامه؛ ذلك لأن الجنيد كان من أكثر الصوفية وقوعا تحت غلبة «الحال»، والأقوال لا تفي بالترجمة عن الأحوال، فهو وإن كان يشير من طرف خفي إلى الحقيقة، لا يستطيع أن يصحب المريد إلى غاية الطريق .
31
التوحيد في نظر الجنيد أربع درجات:
अज्ञात पृष्ठ