तसव्वुफ़: आध्यात्मिक क्रांति इस्लाम में
التصوف: الثورة الروحية في الإسلام
शैलियों
7
وفي موضع آخر يقول: «وخاتم الأولياء الولي الوارث الآخذ عن الأصل، المشاهد للمراتب.»
8
يريد الآخذ عن الأصل الذي أخذ عنه خاتم الرسل؛ إذ معدن العلم الباطن عند الاثنين واحد، ولكن ابن عربي يتحدث عن نوعين من الولاية لكل منهما خاتم: الأولى الولاية العامة أو المطلقة، والثانية الولاية المحمدية أو الخلافة المحمدية، والأولى هي التي أطلق عليها الترمذي اسم «ولاية الفضل» وخاتمها عنده وعند ابن عربي عيسى عليه السلام. أما خاتم الثانية فالظاهر أن ابن عربي يقصد به نفسه، وسيكون عيسى خاتم الولاية العامة عندما ينزل من السماء - كما تحكي الأخبار المتواترة - ويحكم بين الناس بشريعة محمد عليه السلام، ويحاول الرجوع بالإسلام إلى سابق سيرته. أما خاتم الولاية المحمدية فهو الخاتم الحقيقي لأن الوراثة المحمدية تنقطع بعده، وهو ما يعنيه ابن عربي عندما يستعمل «خاتم الأولياء» من غير تخصيص أو تقييد، وقد صرح بأنه هو نفسه المقصود بخاتم الولاية بهذا المعنى في موضع واحد حيث قال:
أنا خاتم الولاية دون شك
لورث الهاشمي مع المسيح
9
وفي مواضع أخرى يشير إلى ذلك إشارات لا تخلو من مغزى، فيقول مثلا:
وأما ختم الولاية المحمدية فهو لرجل من العرب، ومن أكرمها أصلا وبدءا، وهو في زماننا اليوم موجود، عرفت به في سنة خمس وتسعين وخمسمائة ورأيت العلامة التي قد أخفاها الحق فيه عن عيون عباده، وكشفها لي بمدينة «فاس» حتى رأيت ختم الولاية عنه، وهو خاتم النبوة المطلقة التي لا يعلمها كثير من الناس، وقد ابتلاه الله بأهل الإنكار عليه فيما يتحقق به من الحق في سره من العلم به.
10
अज्ञात पृष्ठ