तसव्वुफ़: आध्यात्मिक क्रांति इस्लाम में
التصوف: الثورة الروحية في الإسلام
शैलियों
10
وهذا معناه بقاء الولاية على الولي حتى بعد معصيته بشرط أن يقلع عنها ويتوب توبة نصوحا، ولا ترتفع الولاية عنه إلا إذا أشرك أو ثبتت ردته.
وهذا هو الرأي الذي عليه الحكيم الترمذي والجنيد وأبو الحسين النوري والحارث المحاسبي، وحجتهم في هذا أن الكبائر لا تتعارض مع الإيمان. أما غيرهم من أمثال سهل بن عبد الله التستري وأبي سليمان الداراني وحمدون القصار فيقولون إن الولاية رهن ببقاء الطاعة، وإن الكبيرة إذا خطرت ببال الولي سقطت عنه ولايته.
وظاهر أن مرد الخلاف بين الطائفتين يرجع إلى الخلاف القديم بين علماء الكلام في معنى الإيمان نفسه، وكلامهم في صاحب الكبيرة أمؤمن هو أم كافر؟ ولما كان الإيمان أساس الولاية انتقل الخلاف من الأصل إلى الفرع. (5)
وآخر صفات الولي «الشفاعة» فقد ادعى صوفية المشرق خاصة أن الأولياء شفعاء عند الله في الخلق يوم القيامة، وجهروا بذلك بين الناس وبالغوا كل المبالغة، بل إنهم ادعوها لأنفسهم سواء أكانوا من الأولياء أم لم يكونوا، أو على الأقل ادعاها الكثيرون منهم ومنحوا الحق فيها لتلاميذهم. قال بعضهم: «ليس من تلاميذنا من لم يكن يوم القيامة شفيع أهل النار ويدخلهم الجنة»! روي هذا أو مثله عن حاتم الأصم وأبي يزيد البسطامي، وادعى الشبلي أن محمدا عليه السلام سيشفع يوم القيامة في أمته، أما هو فسيشفع بعده في أهل النار حتى لا يبقى فيها أحد.
11
ولا أدري كيف يوفق الشبلي - إن صح صدور هذا القول عنه - بين شفاعته التي ستنتهي بخروج أهل النار منها، وبين قوله تعالى
خالدين فيها أبدا ؟ على أن الشبلي لم يكن المسلم الوحيد الذي تكلم عن مصير جهنم في الدار الآخرة وأن مآلها إلى الزوال، لا من أجل شفاعة الشافعين بل لأسباب أخرى تتعلق بطبيعة الله الذي قال إنه صادق الوعد ولم يقل صادق الوعيد. فقد ذهبت طائفة من المتكلمين منهم أبو الهذيل العلاف، ومن الصوفية منهم ابن عربي، إلى القول بأن جهنم ستخبو نارها وتتغير طبيعتها على مر الزمن، ويزيد ابن عربي أن العذاب فيها سيتحول إلى نوع من النعيم يخالف في طبيعته نعيم أهل الجنة. يقول:
وإن دخلوا دار الشقاء فإنهم
على لذة فيها نعيم مباين
अज्ञात पृष्ठ