तसव्वुफ़: आध्यात्मिक क्रांति इस्लाम में
التصوف: الثورة الروحية في الإسلام
शैलियों
قال أبو الحسين النوري: «كان في نفسي شيء من الكرامات، فأخذت قصبة من الصبيان وقمت بين زورقين ثم قلت: وعزتك لئن لم تخرج لي سمكة فيها ثلاثة أرطال لأغرقن نفسي. قال: فخرجت لي سمكة فيها ثلاثة أرطال»، فبلغ الجنيد ذلك فقال: «كان حكمه أن تخرج له أفعى فتلدغه.»
6
وقيل لأبي يزيد البسطامي: فلان يمشي في ليلة إلى مكة، فقال: الشيطان يمشى في ساعة من المشرق إلى المغرب في لعنة الله، وقيل له: فلان يمشي على الماء ويطير في الهواء، فقال: الطير يطير في الهواء والسمك يمر على الماء، وقال سهل بن عبد الله التستري: «أكبر الكرامات أن تبدل خلقا مذموما من أخلاقك.»
7
هذه كلها شواهد على أن كبار الصوفية من أمثال الجنيد وأبي يزيد وسهل بن عبد الله يحقرون من شأن الكرامات ولا يدعونها لأنفسهم؛ لأنهم يرون فيها مجالا للفتنة والغرور وسبيلا إلى الرياء، وأن التحدث عنها والتحدي بها فيهما ركون إلى ما سوى الله، وهذا بعينه هو الشرك الخفي عندهم، وأكبر الكرامات في نظر سهل بن عبد الله تغيير صفات النفس وتطهيرها من شوائبها لا ما ذكروه من خوارق الطبيعة.
ومما يتصل بكرامات الأولياء تسخير قوى الطبيعة لإرادة الأولياء، وهو اختصاص كان للأنبياء كما تشهد به الآيات القرآنية التي تشير إلى تسخير الريح لسليمان:
تجري بأمره رخاء حيث أصاب ، وتسخير الملائكة لمحمد يحاربون في صفوفه في غزوة بدر، إلخ، وقد توسع الصوفية في معنى التسخير والتصرف في الكون وأكثروا الكام فيهما، حتى لا نكاد نجد وليا من الأولياء لم تنسب إليه هذه القوة الخارقة، أو لم تذكر الأساطير وجود هذه القوة له. تكلموا عن التسخير والتصرف بالهمة وبالقول، وباستعمال الأسماء والحروف، لا سيما اسم الله الأعظم الذي هو من أعظم الأسرار عندهم.
والظاهر أن لكل هذا صلة ببعض الآراء المزدكية التي كانت منتشرة في خراسان ونقلها إلى الأوساط الصوفية أمثال الترمذي والحلاج، وربما كانت متصلة أيضا بالفلسفة الأفلاطونية الحديثة المتأخرة نقلها عن هذا المصدر إلى التصوف ذو النون المصري الذي كان مشهورا بعلوم الأسرار. (3)
وإذا نظرنا إلى الولي من وجهة نظر الصوفية، قلنا إن أخص صفاته وأبرزها أنه رجل فني في الله، أو أنه المجذوب في حب الله، والفناء عند الصوفية نهاية الطريق وعتبة الوصول إلى الله، وباب الولاية ومقامها. فالولي في نظرهم هو من استولى عليه سلطان المحبة الإلهية فلم يترك في قلبه متسعا لغير محبوبه، وهو الذي تجرد عن إرادته وحوله وقوته، وأصبح لا يشعر بوجود غير وجود الحق، هو الصوفي الفاني عن وجوده الباقي بالحق. سئل أبو بكر الواسطي عن الولي كيف يغذيه الله فقال:
في بدايته بعبادته، وفي كهولته بستره ولطافته، ثم يجد به إلى ما سبق له من نعوته وصفاته، ثم يذيقه طعم قيامه به في أوقاته.
अज्ञात पृष्ठ