بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على سيدنا محمد وآل سيدنا محمد وصحبه وسلم.
الحمد لله الذي سبح نفسه تعظيما، ومجد قدسه تكريما، وبلغ أنسه من سبحه إيمانا وتسليما. نحمده على إخلاص التوحيد وتصحيحه، ونشكره على ما وفق من تحميده وتكبيره وتسبيحه. ونشهد أن لا إله إلا اله وحده لا شريك له، إلها تقدس في عظمته وشأنه وتنزه في عزه وجبروته وسلطانه. ونشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله، الذي هدى إلى إتباع الدين السديد الرجيح، ودعا العباد إلى اعتقاد التوحيد الصحيح، ورغب العباد في الباقيات الصالحات من التكبير والتهليل والتحميد والتسبيح. صلى الله عليه وعلى آله الذين طهروا تطهيرا وعلى أصحابه الذين أظهروا الإسلام وازداد بهم ظهورا وسلم تسليما دائما كثيرا.
وبعد، فإن الله سبحانه وتعالى أفاض على خلقه إحسانه، وأجزل لدى المؤمنين امتنانه، ومن امتنانه عليهم أن ألهمهم ذكره ووفقهم للهدى فامتثلوا أمره، ورغبهم في تنفلات العبادة ووعدهم عليها محبته الحسنى وزيادة.
पृष्ठ 29
فما تقرب عبد إليه بمثل أداء ما فرض عليه، وما يزال العيد يتخذ النوافل قربة ويجعلها همه ودأبه إلى أن يصل إلى مقام المحبة، فلا تسأل عن شرف هذا المقام الكريم ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم.
ومن فضله الواسع على عباده، وكرمه الواصل إلى قصاده، أنه من بلغه عن الله شيء من الثواب، فعمل به على طريق الإيمان والاحتساب، أعطاه الله ذلك الثواب الجزيل، وإن لم يكن البلاغ كما قيل.
أخبرنا جماعة من الشيوخ منهم العماد أبو بكر بن إبراهيم بن العز وأبو إسحاق إبراهيم بن أحمد بن عبد الهادي المقدسيان، بقراءتي عليهما بصالحية دمشق الكبرى قالا: أخبرنا أبو الفرج عبد الرحمن بن عبد الحليم الحراني سماعا، زاد الأول فقال: وأخوه الإمام شيخ الإسلام أبو العباس أحمد قراءة عليه وأنا حاضر.
وقالا أيضا: أخبرتنا أم عبد الله زينب ابنة الكمال أحمد بن عبد الرحيم سماعا، قالوا: أخبرنا أبو العباس أحمد بن عبد الدائم قراءة عليه ونحن نسمع.
وقال ابن عبد الهادي أيضا : أخبرنا محمد بن يوسف بن أبي العز الحلبي، قال: أنا عبد اللطيف بن عبد المنعم.
وقالت ابنة الكمال أيضا: أنبأنا أبو المحاسن فضل الله بن عبد الرزاق بن الشيخ عبد القادر الجيلي وآخرون، قالوا: أنا عبد المنعم بن عبد الوهاب التاجر سماعا، وقال الجيلي أيضا: أنا نصر الله بن عبد الرحمن القزاز قراءة عليه وأنا أسمع.
पृष्ठ 30
وقالت ابنة الكمال أيضا: أنا أبو البقاء محمد بن علي بن السباك وغيره كتابة، قالوا: أنا عبيد الله بن عبد الله بن الدباس سماعا، قالوا: أنا علي بن أحمد الرزاز.
وقال ابن الدباس أيضا: أنا علي بن الحسين الربعي.
وقالت ابنة الكمال أيضا: أنبأنا محمد بن مقيل بن المنى وغيره، قالا: أخبرتنا شهدة الله أحمد سماعا، قالت: أنا محمد بن عبد الكريم ابن حشيش، قال هو وابن الرزاز والربعي: أنا محمد بن محمد بن محمد بن مخلد.
وقالت شهدة أيضا: أنا طراد بن محمد، أنا محمد بن الحسين القطان، وقالت شهدة أيضا: أنا الحسين بن أحمد النعالي، أنا علي بن محمد بن بشران ومحمد بن أحمد بن رزقويه، قالا وابن الرزاز والربعي وابن مخلد والقطان: أنا إسماعيل بن محمد الصفار، نا الحسن بن عرفة، نا خالد بن حبان، عن فرات بن سلمان وعيسى بن كثير، عن أبي رجاء، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن جابر رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
((من بلغه عن الله عز وجل شيء فيه فضيلة فأخذ به إيمانا به ورجاء ثوابه أعطاه الله ذلك وإن لم يكن كذلك)).
पृष्ठ 31
هذا حديث جيد الإسناد، وإن كان خالد بن حيان فيه لين ما فهو صدوق. وفرات بن سلمان لم يخرج له في الكتب الستة فيما أعلم وروى له الإمام أحمد في مسنده ووثقه، وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم: سألت أبي عنه فقال: لا باس به محله الصدق صالح الحديث، انتهى.
وأبو رجاء هو فيما أعلم محرز بن عبد الله الجزري مولى هشام، وهو ثقة.
पृष्ठ 32
وللحديث طرق وشواهد هذا أمثلها.
ومن ذلك قال محمد بن عبد الله بن حميد: نا بشر بن عبيد، نا حماد بن سلمة، عن أبي الزبير محمد بن سلمة، عن جابر رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((من بلغه عن الله عز وجل شيء له ثواب فنفل به إيمانا واحتسابا ورجاء ثوابه أعطاه الله تعالى ذلك وإن لم يكن كذلك)).
ومن شواهده ما قال إسماعيل بن يحيى بن عبيد الله وهو أحد المتروكين، ثنا مسعر بن كدام، عن عطية العوفي، عن ابن عمر رضي الله عنهما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((من بلغه عن الله عز وجل فضل شيء من الأعمال يعطيه عليه ثوابا فعمل ذلك العمل رجاء ذلك الثواب أعطاه الله تعالى ذلك الثواب وإن لم يكن ما بلغه حقا)).
وحدث إسماعيل بن أبي زياد، عن جويبر، عن الضحاك، عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((من بلغه عن الله عز وجل رغبة فطلب ثوابها أعطاه تعالى أجرها وإن لم تكن الرغبة على ما بلغته)) الحديث.
وفيه قال ابن عباس: والله الذي لا إله إلا هو ما سمعت منه حديثا قط أقر لعيني منه.
पृष्ठ 34
جويبر بن سعيد البلخي، هذا متروك، وكان يحيى القطان يرى التساهل في أخذ التفسير عنه وعن أضرابه كليث بن أبي سليم ومحمد بن السائب الكلبي.
وقال سهل بن شاذويه: ثنا نصر بن الحسين، ثنا عيسى بن موسى، عن ابن كيسان، عن ثابت، عن أنس رضي الله تعالى عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((من بلغه عن الله عز وجل فضيلة فلم يصدقها لم ينلها)).
ابن كيسان هو عبد الله أبو مجاهد المروزي منكر الحديث، قاله البخاري وضعفه غيره.
رواه الحسن بن سفيان قال: ثنا محمد بن بكار، ثنا بزيغ، عن ثابت، عن أنس رضي الله تعالى عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((من بلغته فضيلة عني فلم يصدق بها لم ينلها)).
بزيغ هو ابن حسان أبو الخليل الخصاف متهم، ذكر أبو أحمد بن عدي أنه لا يتابع على روايته. وقد تقدمت متابعة غيره له.
पृष्ठ 35
والفضائل المرغب في تحصيلها، التي وردت الأحاديث بجملها وتفاصيلها، منها ما صحح الأئمة أسانيده ومتونه، ومنها الملحق بالصحيح احتجاجا وإن كان دونه، ومنها غير ذلك من الأنواع. وشرها أخبار الوضاع التي لا يحل رواية الموضوع منها برفعه إلا مع النص على اختلافه أو البيان لوضعه، أما أخبار من ضعفوه انتقادا إن جاءت في فضائل الأعمال تساهلوا فيها إسنادا.
وقد روي عن جم من السلف وجمع من الخلف فيما يروى عنهم وننقل منهم: ابن المبارك وابن مهدي وأحمد بن حنبل أنهم تساهلوا في رواية الحديث الضعيف الذي في إسناده مقال، إذا كان في الترغيب والترهيب والقصص والأمثال، والمواعظ وفضائل الأعمال. وكما تجوز رواية الحديث الضعيف الوارد في بعض هذه الأمور، كذلك يجوز العمل به عند الجمهور.
पृष्ठ 36
ومن أحاديث الترغيب في الثواب المروية من طرق في هذا الباب، حديث صلاة التسبيح المرغب في فعلها، لإحراز أجرها وفضلها. ولحديثها طرق مروية، غالبها غير قوية، وأمثلها حديث أبي الفضل العباس من رواية ابنه عبد الله بن العباس رضي الله تعالى عنهما.
أخبرناه المسند أبو حفص عمر بن الحسن المراغي إذنا مطلقا، وقرأته على جماعة منهم أبو الحسن علي بن إسماعيل البعلبكي ببعلبك وأبو المعالي عبد الله بن إبراهيم الزبيدي بدمشق عنه سماعا، قال: أنا أبو الحسن علي بن أحمد السعدي قراءة عليه وأنا أسمع، أنا عمر بن محمد الحشاني، أنا إبراهيم بن محمد الكرخي، أنا أبو بكر أحمد بن علي الحافظ.
पृष्ठ 38
وأنبأنا أبو المحاسن يوسف بن عثمان العوفي وغيره، عن أبي أحمد إبراهيم بن محمد المكي كتابة، قال: أنا عم أبي يعقوب بن أبي بكر الطبري سماعا بمكة، أنا نصر بن أبي فرج الحصري، أنا النقيب أبو طالب محمد بن محمد العلوي، أنا علي بن أحمد التستري قال هو وأبو بكر الحافظ واللفظ له، أنا القاسم بن جعفر الهاشمي، أنا أبو علي محمد بن أحمد، أنا سليمان بن الأشعث، ثنا عبد الرحمن بن بشر بن الحكم النيسابوري، ثنا موسى بن عبد العزيز، ثنا الحكم بن أبان، عن عكرمة، عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال للعباس بن عبد المطلب رضي الله تعالى عنه.
((يا عباس يا عماه ألا أعطيك؟ ألا أمنحك؟ ألا أحبوك؟ ألا أفعل بك عشر خصال إذا أنت فعلت ذلك غفر الله لك ذنبك، أوله وآخره، قديمه وحديثه، خطأه وعمده، صغيره وكبيره، سره وعلانيته عشر خصال، أن تصلي أربع ركعات تقرأ في كل ركعة فاتحة الكتاب وسورة، فإذا فرغت من القراءة في أول ركعة قلت وأنت قائم سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر خمس عشرة مرة، ثم تركع فتقولها وأنت راكع عشرا، ثم ترفع رأسك من الركوع فتقولها عشرا، ثم تهوي ساجدا فتقولها وأنت ساجد عشرا، ثم ترفع رأسك من السجود فتقولها عشرا، ثم تسجد فتقولها عشرا، ثم ترفع رأسك فتقولها عشرا، فذلك خمس وسبعون في كل ركعة، تفعل ذلك في أربع ركعات. إن استطعت أن تصليها في كل يوم مرة فافعل، فإن لم تفعل ففي كل جمعة مرة، فإن لم تفعل ففي كل شهر مرة، فإن لم تفعل ففي كل سنة مرة، فإن لم تفعل ففي عمرك مرة)).
تابعه أبو عبد الله بن يزيد بن ماجه فقال في سننه: ثنا عبد الرحمن بن بشر بن الحكم النيسابوري .. .. فذكره.
पृष्ठ 39
ورواه أبو حامد أحمد بن محمد بن يحيى بن بلال، عن عبد الرحمن بن بشر، وحدث به أبو الحسن علي بن عمر الدارقطني في مصنفه في صلاة التسبيح، عن أبي بكر النيسابوري، عن عبد الله بن محمد بن زياد قال: ثنا عبد الرحمن بن بشر بن الحكم .. .. فذكره.
تابعه أبو طاهر محمد بن عبد الرحمن بن العباس البغدادي المخلص فقال: ثنا أبو بكر عبد الله بن زياد النيسابوري إملاء في صفر سنة ثمان عشرة وثلثمائة، حدثنا عبد الرحمن بن بشر بن الحكم، ثنا موسى بن عبد العزيز هو أبو شعيب القنباري .. .. فذكره.
رواه أبو القاسم الطبراني في معجمه الكبير، فقال: ثنا عيسى بن القاسم، قال ثنا عبد الرحمن بن بشر بن الحكم، ثنا موسى بن عبد العزيز العدني، حدثني الحكم بن أبان، عن عكرمة، عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال للعباس بن عبد المطلب:
((يا عماه ألا أعطيك؟ ألا أمنحك؟ ألا أجيزك؟ ألا أفعل بك عشر خصال، إذا أنت فعلت ذلك غفر الله لك ذنبك، أوله وآخره، قديمه وحديثه، سره وعلانيته، صغيره وكبيره، خطأه وعمده. أن تصلي أربع ركعات تقرأ في كل ركعة منها بفاتحة الكتاب وسورة، فإذا فرغت من القراءة أول ركعة قلت وأنت قائم سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر خمس عشرة مرة، ثم تركع فتقول وأنت راكع عشرا، ثم ترفع رأسك فتقول وأنت قائم عشرا، ثم تسجد فتقولها عشرا، ثم ترفع رأسك فتقول وأنت جالس عشرا، ثم تسجد فتقولها عشرا، ثم ترفع رأسك فتقولها عشرا، فذلك خمسة وسبعون. تفعل ذلك في أربع ركعات، فلو كانت ذنوبك مثل زبد البحر أو رمل عالج غفرها الله لك)).
पृष्ठ 40
حديث عكرمة هذا صححه أبو داود وأبو بكر محمد بن الحسين الآجري وغيرهما. قال أبو بكر عبد الله بن أبي داود: سمعت أبي يقول: ليس في صلاة التسبيح حديث صحيح غير هذا. قال أبو بكر الآجري في كتاب ((النصيحة)) هذا حديث صحيح.
وأخرجه أبو يعلى الخليلي بن عبد الله الخليلي في كتابه ((الإرشاد))، عن أحمد بن محمد بن عمر الزاهد، عن أبي حامد أحمد ابن محمد بن الشرقي، عن عبد الرحمن بن بشر .. .. به.
وقال عقيبه: قال أبو حامد بن الشرقي: سمعت مسلم بن الحجاج وكتب هذا عن عبد الرحمن يقول: لا يروى في هذا الحديث إسناد أحسن من هذا، انتهى.
قال أبو بكر البيهقي بعد أن روى حديث صلاة التسبيح من طريق أبي رافع رضي الله تعالى عنه عما سيأتي إن شاء الله تعالى، قال:
पृष्ठ 41
وكان عبد الله بن المبارك يفعلها، وتداولها الصالحون بعضهم عن بعض، وفيه تقوية للحديث المرفوع.
وخرجه أبو بكر بن خزيمة في صحيحه.
وأما ذكر أبي الفرج بن الجوزي للحديث من طرق ثلاثة في كتابه ((الموضوعات)) واحدها هذا ولم يذكر ما يدل على وضعه غير أنه قال: فإن موسى بن عبد العزيز مجهول عندنا، انتهى.
पृष्ठ 42
وكيف يحكم بالوضع لجهالة الراوي فقط؟! وفيه أيضا نظر لما تقدم عن أبي داود وغيره من التصحيح ونحوه. وقد بلغنا عن وهب بن زمعة المروزي قال: قال عبد العزيز بن أبي رواد: من أراد الجنة فعليه بهذه الصلاة.
وقال أبو عيسى الترمذي في جامعه: وقد رأى ابن المبارك وغير واحد من أهل العلم صلاة التسبيح وذكروا الفضل فيه.
وقال الترمذي أيضا: قال أحمد بن عبده: وثنا وهب بن زمعة، أخبرني عبد العزيز بن أبي رزمة قال: قلت لعبد الله بن المبارك إن سها فيها أيسبح في سجدتي السهو عشرا عشرا؟ قال: لا، إنما هي ثلاثمائة تسبيحة.
فهذا يدل على شهرة هذه الصلاة واستفاضتها بين الأئمة والرواة. وقد ذكرها غير واحد من الأئمة في مصنفاتهم، كأبي داود والترمذي وابن ماجه والطبراني والبيهقي وأبي محمد البغوي وأبي المحاسن الروياني وغيرهم من أئمة المسلمين رحمة الله عليهم أجمعين.
पृष्ठ 43
وممن صحح الحديث المشار إليه آنفا أبو موسى محمد بن أبي بكر المديني، وصنف فيه مصنفا سماه ((كتاب تصحيح حديث التسبيح من الحجج الواضحة والكلام الفصيح)).
وللحديث طرق جمة معروفة عند الأئمة، أمثلها في الاقتباس حديث عكرمة عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما.
ورواه أبو القاسم إبراهيم بن أحمد بن جعفر الخرقي المقرئ في ((فوائده))، فقال: ثنا محمد يعني ابن طاهر أبا العباس المروزي، ثنا ابن الأسد جارنا محمد بن حفص المروزي، ثنا حماد بن عمرو النصيبي، عن أبي رافع، عن محمد بن المنكدر، عن عبد الله ابن العباس رضي الله تعالى عنهما، قال عباس رضي الله تعالى عنه: مر بي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لي:
पृष्ठ 44
((ألا أفديك؟ ألا أمنحك؟ ألا أعطيك؟ ألا أستجيبك؟)) فظننت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يعطيني زغما من الدنيا فقلت: بلى بأبي أنت وأمي يا رسول الله، قال: ((أربع ركعات في كل يوم، أو في كل جمعة، أو في كل نصف شهر، أو في كل شهر، أو في كل نصف سنة، أو في كل سنة. فتكبر ثم تقرأ الحمد وسورة، ثم تقول الحمد لله وسبحان الله ولا إله إلا الله والله أكبر مرة واحدة تقولها خمس عشرة مرة، ثم تركع فتقولها عشرا، ثم تقول سمع الله لمن حمده فتقولهن عشرا، يعني ثم تسجد فتقولهن عشرا، ثم ترفع رأسك فتقولهن عشرا، ثم تسجد فتقولن عشرا، ثم ترفع رأسك فتقولهن عشرا، ثم تقوم فتقرأ الحمد وسورة، ثم تقولها خمس عشرة مرة تقولهن في قيامك تقولهن في ركوعك وسجودك عشرا عشرا، فلو كان عليك مثل رمل عالج وعدد القطر وأيام الدنيا لغفر الله لك)).
وقال الطبراني في ((معجمه الكبير)): ثنا إبراهيم بن نائلة، ثنا شيبان بن فروخ، ثنا نافع ابن هرمز، عن عطاء، عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما قال: جاء العباس رضي الله تعالى عنه إلى النبي صلى الله عليه وسلم ساعة لم يكن يأتيه فيها، فقيل: يا رسول الله هذا عمك على الباب فقال: ((ادنوا له فقد جاء لأمر))، فلما دخل عليه قال: ((فما جاء بك يا عماه هذه الساعة وليست ساعتك التي كنت تجيء فيها؟)) قال: يا ابن أخي ذكرت الجاهلية وجهلها فضاقت علي الدنيا بما رحبت، فقلت من يفرج عني فعرفت أنه لا يفرج عني أحد إلا الله ثم أنت، فقال: ((الحمد الله الذي أوقع هذا في قلبك، ووددت لو أن أبا طالب أخذ بنصيبه ولكن الله يفعل ما يشاء)).
قال: ((أحبوك؟)) قال: نعم، قال: ((أعطيك؟)) قال: نعم، قال: ((فإذا كانت ساعة يصلى فيها ليس بعد العصر ولا بعد طلوع الشمس فيما بين ذلك فأسبغ طهورك، ثم قم إلى الله عز وجل فاقرأ بفاتحة الكتاب وسورة، إن شئت جعلتها من أول المفصل، فإذا فرغت من السورة فقل: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله خمس عشرة مرة، فإذا ركعت فقل ذلك عشر مرات، فإذا رفعت رأسك فقل ذلك عشر مرات)).
पृष्ठ 45
وقال أبو نعيم أحمد بن عبد الله الأصبهاني في كتاب ((قربان المتقين)): ثنا محمد بن أحمد بن الحسين، ثنا العباس بن أحمد الوشا، ثنا أبو إبراهيم الترجماني، ثنا عمرو بن جميع، عن عمرو بن قيس، عن سعيد بن جبير، عن أم سلمة رضي الله تعالى عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في ليلتي ويومي حتى إذا كان في الهاجرة جاء إنسان يدق الباب، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((من هذا؟)) قالوا: العباس بن المطلب، قال: ((الله أكبر لأمر ما جاء فأدخلوه)). فلما دخل قال: ((يا عباس يا عم النبي ما جاء بك في الهاجرة؟)) قال: يا رسول الله بأبي أنت وأمي ذكرت ما كان في الجاهلية أنه لن يغني عني بعد الله غيرك، فقال: ((الحمد لله الذي ألقى ذلك في قلبك، ولو شاء الله ألقاه في قلب أبي طالب)).
पृष्ठ 46
((يا عباس يا عم النبي أما إني لا أقول لك صل بعد الفجر حتى تطلع الشمس، ولا بعد العصر حتى تغرب الشمس، صل أربع ركعات تقرأ فيهن بأربع سور من طوال المفصل، فإذا قرأت الحمد وسورة فقل: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر فهذه واحدة قلها خمس عشرة مرة، فإذا ركعت فقلها عشرا، وإذا سجدت فقلها عشرا، فإذا رفعت رأسك -يعني فقلها عشرا-، وإذا سجدت فقلها عشرا، فإذا رفعت رأسك قبل أن تقوم فقلها عشرا، فذلك خمس وسبعون في كل ركعة وثلاثمائة في أربع ركعات. فوالذي نفس محمد بيده لو كانت ذنوبك عدد نجوم السماء وعدد قطر المطر وعدد أيام الدنيا وعدد رمل عالج وعدد الشجر والمدر والثرى لغفر الله لك)). قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم : بأبي أنت وأمي ومن يطيق ذلك! قال: ((قلها كل جمعة مرة)) قال: ومن يطيق ذلك! قال ((قلها في كل شهر مرة)) قال: ومن يطيق ذلك! قال: ((قلها في عمرك)).
ورواه أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب فقال: أنا محمد بن أحمد بن أحمد بن زرق، نا أبو الحسين عبد الصمد بن علي ابن محمد الطستي، ثنا موسى بن إسحاق بن موسى الأنصاري، ثنا أبو إبراهيم الترجماني وإسماعيل بن إبراهيم بن بسام، قالا: ثنا عمرو بن جميع .. فذكره بطوله.
وروى عن أبي الجوزاء عن ابن عباس رضي الله عنهما، فيما رواه أبو إسحاق إبراهيم بن إسحاق بن عيسى البناني مولاهم الطالقاني، عن الوليد، عن عثمان بن أبي العاتكة، عن أبي صالح، عن أبي الجوزاء، عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال للعباس رضي الله عنه .. .. فذكره بنحوه.
وقال أبو الحسن الدارقطني في مصنفه في صلاة التسبيح: حدثنا أبو عمرو عثمان بن أحمد بن عبد الله بن يزيد الدقيقي، ثنا أبو الأحوص محمد بن الهيثم القاضي، ثنا أحمد بن أبي شعيب أبو الحسن الحراني، ثنا موسى بن أعين، عن أبي رجاء الخرساني، عن صدقة، عن عروة بن رويم، عن ابن الديلمي، عن العباس بن عبد المطلب رضي الله تعالى عنه قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم :
पृष्ठ 47
((ألا أهب لك؟ ألا أفديك؟ ألا أعطيك؟ ألا أمنحك؟)) قال: وظننت أنه يعطيني من الدنيا شيء لم يعطه أحد قبلي، قال: ((أربع تقولها خمس عشرة مرة تقولهن في قيامك تقولهن في ركوعك وسجودك عشرا عشرا، فلو كان عليك مثل رمل عالج وعدد القطر وأيام الدنيا لغفر الله لك)).
وقال الطبراني في ((معجمه الكبير)): ثنا إبراهيم بن نائلة، ثنا شيبان بن فروخ، ثنا نافع ابن هرمز، عن عطاء، عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما قال: جاء العباس رضي الله تعالى عنه إلى النبي صلى الله عليه وسلم ساعة لم يكن يأتيه فيها، فقيل: يا رسول الله هذا عمك على الباب فقال: ((ادنوا له فقد جاء لأمر))، فلما دخل عليه قال: ((فما جاء بك يا عماه هذه الساعة وليست ساعتك التي كنت تجيء فيها؟)) قال: يا ابن أخي ذكرت الجاهلية وجهلها فضاقت علي الدنيا بما رحبت، فقلت من يفرج عني فعرفت أنه لا يفرج عني أحد إلا الله ثم أنت، فقال: ((الحمد الله الذي أوقع هذا في قلبك، ووددت لو أن أبا طالب أخذ بنصيبه ولكن الله يفعل ما يشاء)).
قال: ((أحبوك؟)) قال: نعم، قال: ((أعطيك؟)) قال: نعم، قال: ((فإذا كانت ساعة يصلى فيها ليس بعد العصر ولا بعد طلوع الشمس فيما بين ذلك فأسبغ طهورك، ثم قم إلى الله عز وجل فاقرأ بفاتحة الكتاب وسورة، إن شئت جعلتها من أول المفصل، فإذا فرغت من السورة فقل: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله خمس عشرة مرة، فإذا ركعت فقل ذلك عشر مرات، فإذا رفعت رأسك فقل ذلك عشر مرات)).
पृष्ठ 48
وحدث به دعلج بن أحمد، عن جعفر بن يحيى العطار، عن سليمان بن عمر بن خالد الرقي، عن أبيه، عن موسى بن أعين .. .. به.
وقال زيد بن الحباب أخبرني موسى بن عبيدة، أنا سعيد بن أبي سعيد، عن أبي رافع رضي الله تعالى عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم للعباس رضي الله تعالى عنه.
पृष्ठ 49
((يا عم ألا أصلك؟ ألا أحبوك؟ ألا أنفعك؟)) قال: بلى يا رسول الله، قال: ((يا عم صل أربع ركعات تقرأ في كل ركعة بفاتحة الكتاب وسورة، فإذا انقضت القراءة فقل الله أكبر والحمد لله وسبحان الله ولا إله إلا الله خمس عشرة مرة قبل أن تركع، ثم اركع فقلها عشرا قبل أن ترفع رأسك، ثم ارفع راسك فقلها عشرا قبل أن تسجد، ثم اسجد فقلها عشرا قبل أن ترفع رأسك، ثم ارفع رأسك فقلها عشرا قبل أن تقوم، فتلك خمس وسبعون في كل ركعة وهي ثلاثمائة في أربع ركعات. فلو كانت ذنوبك عدد رمل عالج لغفرها الله تعالى لك)). قال: يا رسول الله ومن يستطيع أن يقولها في كل يوم! قال: ((فإن لم تستطع فقلها في شهر))، فلم يزل يقول له حتى قال: ((قلها في سنة)).
رواه أبو بكر بن أبي شيبة ويحيى بن عبد الحميد الحماني وأبو بكر محمد بن أحمد بن ختب واللفظ له عن زيد بن الحباب.
ومن حديثه خرجه الترمذي في جامعه عن أبي كريب عن زيد ابن الحباب.
وخرجه ابن ماجه في سننه فقال: ثنا موسى بن عبد الرحمن أبو عيسى المروقي، ثنا زيد بن الحباب، ثنا موسى بن عبيدة، حدثني سعيد بن أبي سعيد مولى أبي بكر بن عمرو بن حزم، عن أبي رافع رضي الله تعالى عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم للعباس رضي الله تعالى عنه:
पृष्ठ 50