अरबी दुनिया में अनुवाद: वास्तविकता और चुनौती: स्पष्ट सांख्यिकीय तुलना के प्रकाश में
الترجمة في العالم العربي: الواقع والتحدي: في ضوء مقارنة إحصائية واضحة الدلالة
शैलियों
ذلك لأن المجتمعات في حركتها وفي تناقضها وتعاونها وصراعها إنما تسير لهذا كله بين بعدين؛ الثقافي، والعلمي التكنولوجي. وهذان البعدان على الصعيد الإنساني في تطور مطرد، أو هكذا الوضع السوي النظري، وإن تغيرت حركة بندول الحضارات في تناوب أو تبادل بين المجتمعات حسب طبيعة واقعها وحصتها من التقدم وشروط فعاليتها. وإذا كانت الحضارة - حسب تعريفنا لها - هي الإبداع العلمي التكنولوجي قرين إطار فكري قيمي، بمعنى أن التطور التكنولوجي في المجتمعات لا يعني فقط تطور وارتقاء الأدوات المادية، بل وأيضا تطور وارتقاء الأداة المعنوية التي هي الثقافة. ومن هنا فالثقافة متغيرة ومتفاعلة، وهي إجمالا أداة المجتمع لتشخيص ظواهر الحياة وتحديد أسلوب التعامل الهادف معها.
لهذا فإن الثقافة في حركة مجتمعية مع التاريخ، ومتنوعة بتنوع الزمان والمكان. والثقافة نجل لواقع إبداعي علمي تكنولوجي، وهي إحدى أداتين حضاريتين في التمكين وفي الحوار والمناقشة والتناقض والصراع بين المجتمعات. وحري أن ننظر إلى الترجمة في إطار هذا الفهم، وليس بمعنى أنها معارف مجردة منقولة، وهو ما يصدق على الترجمة كترف ثقافي. وحسب هذا الفهم تكون الترجمة أداة لفعل اجتماعي نشط هادف. والهدف تحقيق إنجاز؛ أي التمكين الاجتماعي في إطار الماراثون الحضاري بين المجتمعات، وينعكس على الإنسان فكرا وحياة اجتماعية ودورا حضاريا.
إذن لا بد وأن تكون الترجمة نشاطا اجتماعيا لا فرديا، وهادفا ومخططا وليس عفويا، وإلا أضحت كماء مسكوب في صحراء حتى وإن أفاد به بعض الكلأ. ويتعين أن تكون كذلك مستوفية لشروط تكفل بلوغ الهدف الذي هو علة الحركة؛ لأن الهدف أو المستقبل هو دائما علة حركة الإنسان. فالإنسان/المجتمع لا يتحرك ميكانيكيا بدافع خارجي قسري، ولا يتحرك عفويا، وإنما يتحرك من أجل ... أي نحو المستقبل كما يعيه أو يفهمه، أو كما تقضي ثقافته؛ ذلك لأن بعض الثقافات الاجتماعية قد تبتر عوامل إرادة التغيير وصولا إلى هدف حياتي دنيوي في إطار الطبيعة وقوانينها، وإنما تحث الإنسان على الانصراف عن هذا، وأن يرى هدفه الأجل فرديا يعزز الخلاص من بلاء الدنيا، والتوق الأبدي إلى ما وراء الطبيعة.
نأتي أخيرا إلى تحديد معنى الهدف المحرك لنشاطنا؛ أعني تحديد معنى المستقبل في ضوء المحددات التي ذكرتها، وأيضا في ضوء تشخيص واقعنا الحضاري ومدى التناقض بين الواقع والهدف، ومن ثم مدى وطبيعة الجهد اللازم (من حيث الترجمة) لضمان بلوغ الهدف.
يؤكد الواقع الحضاري الآن أننا إزاء مرحلة حضارية جديدة لها خصائص مميزة نحن عاطلون منها، ومن ثم معوقون حتى الآن. الحضارة الجديدة أو الطور الحضاري الجديد الذي يحدد لنا معالم التحدي والمستقبل الذي يتعين أن ننشده ونحشد القوى والطاقات من أجله، هو حضارة عصر المعلومات وبناء مجتمع المعرفة؛ الاقتصاد والإنسان والثقافة ... إلخ، وهذا الطور الحضاري هو الباب الثاني من حضارة عصر التصنيع.
نعم، وكما يؤكد مانويل كاسيلز في كتابه المرجعي «عصر المعلومات»؛ المعلومة لها دور على مدى التاريخ التطوري الارتقائي للإنسان والمجتمع. والمعلومة بمعنى اتصال المعرفة حاسمة ومهمة في جميع المجتمعات. ولكن الجديد مع التطور العلمي التكنولوجي خلال النصف الثاني من القرن العشرين بعامة، والعقدين الأخيرين بخاصة، أنه نشأ ما يسمى مجتمع المعرفة الذي تمثل فيه المعرفة أهم مكونات النشاط الاجتماعي في كل صوره، وبخاصة النشاط الاقتصادي. نعم، القول بأن المعرفة المشتركة والمتواصلة مجتمعيا هي أساس الإنتاج وترابط البيئة الاجتماعية، ليس بالجديد، ولكن الجديد: (1)
التكنولوجيا الجديدة تجاوزت الحدود الجغرافية القومية، وتجاوزت معها هذه الحدود التطلعات والتفاعلات والتكوينات الشبكية لجماعات النخبة والمصالح. (2)
تقدم التكنولوجيا الجديدة إمكانات مهولة للشراكة في المعرفة والأرشفة والاستعادة وصياغة المحتوى معرفيا، بل والتلاعب به. (3)
المعرفة أهم رأسمال، ومن ثم نجاح أي مجتمع يتمثل في نجاحه في إدارة المعرفة. التحكم فيها إنتاجا وصياغة واستيعابا واستثمارا واستغناء وتجديدا. (4)
نشوء مجتمع كوكبي قائم على التفاعل الشبكي. (5)
अज्ञात पृष्ठ