तारिक इखवान सफा
طريق إخوان الصفا: المدخل إلى الغنوصية الإسلامية
शैलियों
انطلقوا إلى ظل ذي ثلاث شعب
30
إشارة إلى النفوس المتحدة بالأجسام ذات الطول والعرض والعمق التي دون فلك القمر ...
وإنما قيل: إن جهنم هي سبع طبقات؛ لأن الأجسام التي دون فلك القمر سبعة أنواع: أربعة منها هي الأمهات المستحيلات التي هي الأركان الأربعة، وهي النار والهواء والماء والأرض، وثلاثة هي المولدات الكائنات الفاسدات التي هي المعادن والنبات والحيوان.
ثم اعلم أن تلك النفوس لما أخرجت من الجنة عالم الأفلاك، أهبطت إلى الأرض عالم الكون والفساد الذي دون فلك القمر، وهي ساكنة في عمق هذه الأجساد، وغريقة في بحر الهيولى القابل للكون والفساد، وغائصة في هياكل هذه المتولدات منقطعة فيها، كما قال تعالى:
وقطعناهم في الأرض أمما منهم الصالحون ومنهم دون ذلك ...
31 ... وإنما قال لها سبعة أبواب لكل باب منها جزء مقسوم؛ لأن كل ما يجري في عالم الكون والفساد فبدلائل هذه [الكواكب] السبعة السيارة. وإنما قال: عليها تسعة عشر؛ لأن دلائلها لا تظهر في عالم الكون والفساد إلا بمسيرها في هذه البروج الاثني عشر، فجملتها تكون تسعة عشر، وهي التي بها يكون تقلب أحوال الدنيا وما تقتضيه موجبات أحكامها في مواليد هذه الأجساد، وما يدل عليها مما يصيبهم من الآلام والأوجاع والأسقام والأمراض والأحزان ... وما شاكل هذه المصائب التي لا يحصى عددها» (30: 3، 61-65). «واعلم ... بأن ليس غرض الأنبياء، عليهم السلام، فيما وصفوا من مجلس الجنان ولذات أهلها هو الإقرار باللسان حسب بلا اعتقاد، ولا الاعتقاد حسب بلا تحقيق يظهر لهم، بل الغرض هو التصور لها بحقائقها كيما تقع الرغبة فيها والطلب لها؛ لأن الإنسان لا يطلب ما لا يرغب فيه، ولا يرغب فيما لا يتحققه، ولا يتحقق فيما لا يتصوره، ولا يتصور الشيء الخفي الغائب إلا بالوصف البليغ بالمحاسن. فمن أجل هذا أكثر في القرآن من وصف محاسن الجنان وسرور أهلها ولذات نعيمها، فتارة وصفها أوصافا جسمانية على قدر طاقة القوم، مثل قوله تعالى:
على سرر موضونة * متكئين عليها متقابلين * يطوف عليهم ولدان مخلدون * بأكواب وأباريق ...
32
ذكر هذا وبين على قدر قبول أفهامهم، لا بمعنى أن هذه الأشياء ستوجد في الجنة على حالات جسمانية، بل ستوجد أشياء روحانية: ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر ...
अज्ञात पृष्ठ