तारिक इखवान सफा
طريق إخوان الصفا: المدخل إلى الغنوصية الإسلامية
शैलियों
وقد يظن كثير من الناس أن انقضاض هذه الشهب هي كواكب تسقط ويرمى بها من السماء في الهواء إلى الأرض، ويستدلون على صحة ظنونهم الكاذبة بقوله تعالى:
ولقد زينا السماء الدنيا بمصابيح وجعلناها رجوما للشياطين ...
9
وليس في هذه الآية دلالة على أن الكواكب هي ترمى بأنفسها؛ لأنك إذا قلت: اتخذت هذه القوس لأرمي بها العدو والكفار، فليس في قولك دلالة على أنك ترمي بنفس القوس، بل ترمي عنها بالنشاب، فهكذا قوله تعالى: ... وجعلناها رجوما للشياطين ... ؛
10
أي يرمون بالشهب؛ لأن هذه الشهب لا تحدث في الهواء إلا بإشراق هذه الكواكب وشعاعاتها في الهواء، كما بينا من قبل. وقد فسرنا معنى هذه الآية وأخواتها في رسائل لنا ...
ومما يدل على أن هذه الشهب تحدث قريبة من الأرض، بعيدة عن فلك القمر، سرعة حركتها، فإنها في لحظة تمر من المشرق إلى المغرب، أو من المغرب إلى المشرق. فلو كانت قريبة من فلك القمر لما رأيت حركتها بهذه السرعة ...
وأما الكواكب ذوات الأذناب التي تظهر في بعض الأحايين قبل طلوع الشمس أو بعد غروبها، فإنها لا تحدث إلا في كرة الأثير قريبا من فلك القمر. والدليل على ذلك دورانها مع فلك القمر ، تارة بالتقدم على توالي البروج كمسير الكواكب السيارة، وتارة بالتأخر كرجوعها. وأما مادتها التي تتكون منها فهي دخان وبخار لطيفان يصعدان إلى هناك، فينعقدان بقوة زحل وعطارد، وتكون شفافة كشفيف البلور ... فلا تزال تدور مع الفلك وتطلع وتغيب إلى أن تضحمل وتتلاشى» (17: 2، 68-85).
بهذا المنهج المادي في تفسير الظواهر الطبيعية، يتابع الإخوان تفسير استحالات المولدات الجزئيات وهي المعادن والنبات والحيوان، والتي تتكون وتحدث وتتغير وتفسد بطول الزمان والدهور، وتناوب الليل والنهار، وتعاقب الفصول على الأركان الأربعة واختلاف أحوالها بموجب أحكام النجوم، وبحسب أشكال الفلك ومسيرات الكواكب ومطارح شعاعاتها.
في تكون المعادن
अज्ञात पृष्ठ