34

The Path to Achieving Desired Knowledge through Understanding Rules, Principles, and Fundamentals

طريق الوصول إلى العلم المأمول بمعرفة القواعد والضوابط والأصول

प्रकाशक

دار البصيرة

संस्करण

الأولى

प्रकाशक स्थान

الإسكندرية

शैलियों

कानूनी नियम

من ((التسعينية))

١٢٣ - على الناس أن يجعلوا كلام الله ورسوله هو الأصل الإمام المقتدَى به، سواء فهموا معناه أو لم يفهموه، (فيؤمنوا) بلفظ النصوص، وإن لم يعرفوا حقيقة معناها. وأما ما سوى كلام الله ورسوله، فلا يجعل أصلاً بحال.

١٢٤ - ليس لأحد أن يلزم الناس، أو يوجب عليهم، إلا ما أوجبه الله ورسوله، ولا يحظر عليهم إلا ما حظره الله ورسوله. ومن فعل ذلك فقد شرع من الدين ما لم يأذن به الله.

١٢٥ - الاعتقاد الذي يجب على المؤمنين، خاصتهم وعامتهم، ويعاقب تاركوه، هو ما بيَّنْه النبي ﷺ؛ فأخبر به، وأمر بالإيمان به، دون ما قاله غيره.

١٢٦ - لا ريب أن من لقي الله بالإيمان بجميع ما جاء به الرسول مجملاً، مقراً بما بلغه من تفصيل الجملة، غير جاحد لشيء من تفاصيلها، أنه يكون بذلك من المؤمنين، إذ الإيمان بكل فرد من تفصيل ما أخبر به الرسول وأمر به: غير مقدور للعباد، إذ لا يوجد أحد إلا وقد خفي عليه بعض ما قاله الرسول ﷺ. ولهذا يسَع الإنسان في مقالات كثيرة (ألا) يقرُّ فيها بأحد النقيضين، لا ينفيها ولا يثبتها، إذ لم يبلغه أن الرسول ﷺ له نفاها أو أثبتها.

١٢٧ - ومن أعظم أسباب بِدَع المتكلمين من الجهميَّة وغيرهم، قُصورهم في مناظرة الكفار والمشركين، فإنهم يناظرونهم ويحاجُّونهم بغير الحق والعدل، لينصروا الإسلام - زعموا بذلك - فيتسلّط عليهم أولئك لما فيهم من الجهل والظلم، ويحاجُّونهم بممانعات ومعارضات، فيحتاجون حينئذ إلى جحد طائفة من الحق الذي جاء به الرسول ﷺ، والظلم والعدوان لإخوانهم المسلمين، بما استظهر عليهم أولئك المشركون، فصار قولهم مشتملاً على إيمان وكفر، وهدى وضلال، ورُشد وغيِّ، وجمع بين النقيضين، وصاروا مخالفين للكفار والمؤمنين.

34