وأيام بنشرب خل
ثم لا شيء إلا الظلام وصوت الصمت.
وأخيرا سمع المفتاح وهو يدار في القفل؛ فهبط إلى الأرض وزحف تحت السرير. وسمع وقع أقدام قادمة، ثم فتح باب الحجرة وسطع النور. انكمش في اضطراب وتوثب. ورأى فوق الأرض ست أقدام. وارتفع صوت عم خليل قائلا: اذهب أنت يا علي ولا تنس أن تحضر السباك.
ذهبت قدمان. وجلس عم خليل على حافة الفراش فاستقرت قدماه على بعد ذراع من عينيه. وقال: سأقابله غدا، ولن أقبل مزيدا من المساومة. - هذا هو الرأي. - رجل دنيء، رأى الموت أربع مرات بعينيه ولم يتعلم. - ربنا يطول عمرك.
وساد صمت، فتساءل محمد الساوي: هل أفوتك بعافية؟
تأوه الرجل قائلا: كلا، ظهري يؤلمني وعندي صداع.
إلى متى يبقيه معه؟ هل يبيت معه ليلته؟ سرت في جسده رجفة من القلق. وإذا بالرجل يقيم الصلاة وهو جالس. ثم يسترسل في صوت مسموع:
استقبلت قبلتك،
واترجيت عفوك ورحمتك،
يا أرحم الراحمين أدخلني جنتك.
अज्ञात पृष्ठ