<div dir="rtl" id="book-container">
من التأمل وهو قضية غريبة لا يدركها إلا الذي يتكلم لغة الزواوة وإليك ذلك بالحرف وهذا السد هو ما يسمونه بسد العرم وأول من بناه "آيث عمرو" (1) ملك سبأ اه فإن لفظة آيث عمرو قد أدهشتني عند الوقوف عليها وعلى أن المؤلف المصري العربي تقلها علميا فقط وأن سبأ هي آخر حمير كما يأتي، ومن ذلك ما يقرب من هذا مما وقفت عليه في تفسير الفخر الرازي عند قوله تعالى: {إن في خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار والفلك التي تجري في البحر} فاستطرد المؤلف إلى الجغرافيا ليصف خليج فارس فقال ما لفظه "خليج بحر أرض فارس ويسمى الخليج الفارسي وهو بحر البصرة وفارس الذي على شرقيه "تيزي أومقران" ومعنى لفظتي تزي أومقران" يفهمها من يحسن الزواوة وغيره يظنهما علما مزجيا أو مركبا فقط ومعنى تزي بكسر المثناة فوق هضبة أو أكمة ومعنى أمقران الكبير وتعريها "الهضبة الكبيرة" والشيء الذي يعتبر ويؤيد هذا أيضا أن الحميريين من اليمانيين احتلوا تلك الجهة من الخليج الفارسي كذا في الرحلة الحجازية التي صاحبها مطلع ومحقق عن محققي المتأخرين وكذا ابن هشام صاحب السيرة النبوية ذكر أن الحميريين غزوا البحرين ونزلوا بالخليج الفارس ثم انظر هل هذا قبل سيل العرم أو بعده أما نزوحهم إلى مغربنا هذا فكما تقدم أنهم قدموا مع أفريقش بن صيفي وأنهم مشهورون أولو قوة وألو بأس شديد وذكر صاحب الرحلة الحجازية استخبار عمرانهم وقوتهم ومصانعهم وبالأخص السد الذي بنوه وبلغ طوله ثمانمائة ذراع وعرضه مائة وخمسون ذراعا لا محالة وقد أشار إلى ذلك
पृष्ठ 96