عنه همدان آذانها وجاهره الناس بالخلاف ، فكتب إلى الجعفري (1) يسأله أن يوجه إليه معونة من المال يستعين بها على حرب القوم ، فثقل عن ذلك فثبت الإمام مكانه والدعام يكاتب ابن خلف في الصلح والخلاص لمن عنده ، فلم يجبه ابن خلف إلى ما طلب ، وبعد لأي أسعد ابن خلف بشرط ، أن ينصرف الإمام من ورور فإذا وصل صعدة أطلق ابن خلف محمد بن الإمام وأصحابه ، وأخذ على ذلك الدعام العهد والميثاق ، فأبى الإمام أن ينتقل ، وبينما هو يرجو ويؤمل ان تساعده الأيام ، وينقاد له الحرون ، إذ وافته الأنباء بوصول علي بن الحسين جفتم ، عامل المكتفي على اليمن إلى مكة فخشي الإمام على ما خلفه ، وبادر باسراج جواد الأوبة ، وعاد إلى صعدة ، ولبث بها قليلا ثم خرج منها إلى بلد وائلة ، وكانت هذه القبيلة ، قد أظهرت الفساد ، وخرجت عن الطاعة ، فنهض لتأديبها في عساكر كثيرة وذلك في النصف الأخير من ذي الحجة عام تسعين ومائتين (290).
ولما وصل بلاد وائلة أذاقهم كأسا مترعة بالبطش والتنكيل جزاء لما استمرؤوه من المرتع الوبيل :
هو دان الرباب اذ كرهوا الدي
ن دراكا بغزوة وصيال
قال السيد العباسي (2): ومضى العسكر كله حتى قرية أملح (3) ونهبوا ما وجدوا فيها وأقاموا بها أياما يخربون المنازل والآبار ، ويقطعون النخيل والاعناب ، والقوم في ذلك يطلبون الأمان وهو كاره لذلك ، لما يعلم من شرارهم وقلة وفائهم ، وما زال ينتقل في قراهم ويخربها قرية قرية ، حتى طرحوا عليه بأنفسهم فأمنهم ، ورجع إلى صعدة بعد النكاية الشديدة بهم :
पृष्ठ 107