وأصيب فيها الإمام بجراحات عظيمة ولم يتمكن من التوسع في البلاد ، بل ظل شبه محصور ، فلم تطمئن به الحال ، وكانت صنعاء وجبل مقم ، وحدة ، وسناع ، وبيت بوس وحدين ، وعصر (1)، ميادين النزال فاضطر والحالة كذلك إلى مغادرة صنعاء تفاديا من عواقب الفتن المستمرة والغارات الدائمة ، أضف إلى ذلك ضعف المالية فقد طلب من أهل صنعاء القرض أو المعونة ، فلم يسعفوه بشيء ، فخرج من صنعاء إلى صعدة في جمادي الآخرة من السنة المذكورة.
* إنتقاض أهل نجران ومسير الإمام لتأديبهم
في أثناء هذه المدة وصلت الإمام كتب عامله بنجران بانتقاض قبائلها واجتماعهم على الفساد وإخراجهم العامل من قرية الهجر ، مركز ولايته إلى الحضن ، فلما وصل الإمام صعدة بادر بالخروج إلى نجران لتأديب الثائرين ، فلقيه أبو جعفر محمد بن عبيد الله وابنه علي بن محمد وأخوه القاسم بن محمد في جماعة من همدان ، ولما علمت بنو الحرث بمقدمه البلد ، لا بسهم من الخوف والوجل ، ما أفقدهم القرار ، فأتوه طائعين مستسلمين ، يلتمسون منه الصفح والتجاوز عما أحدثوه فأجابهم إلى ما طلبوا ، وشرط عليهم إرجاع ما أخذوه على الناس من الحقوق ، فامتثلوا لأمره ، وانصاعوا إلى إشارته ، ودخل الإمام مع عامله قرية الهجر وعادت المياه إلى مجاريها ، وبعد أن مكث بها أياما رجع إلى صعدة واستقر العامل بموضعه.
ودخلت سنة 290 فيها تحرك الإمام لمطاردة ابن عياد الأكيلي ، وكان ابن عياد بعد فشله وهزيمته في حركته التي أشرنا إليها سابقا ، عزم إلى آل طريف ، والتمس منهم المدد لمحاربة الإمام فأمدوه ، وكانت الحرب بينه وبين الإمام بموضع يقال له الحدائق ، وبأول معركة انهزم ابن عباد ، واستولى
पृष्ठ 103