तारीख वा वस्फ जामिक तुलुनी
تاريخ ووصف الجامع الطولوني
शैलियों
لكن بناها غداة الروع للهرب
19
ولم يزل هذا الحصن على الجزيرة حتى أخذه النيل شيئا فشيئا، واجتهد أحمد بن طولون في بنيان المراكب الحربية وإطافتها بالجزيرة، وقد ألزم قواده وثقاته أمر الحصن وفرقه عليهم قطعا فقام كل واحد بما لزمه من ذلك، وكد نفسه فيه، وكان يتعاهدهم بنفسه في كل يوم، ومن كثرة ما بذل في هذا العمل قدر أن كل طوبة منه وقعت عليه بدرهم، وبلغ مصروف الحصن ثمانين ألف دينار ذهبا، وكان يعرف بحصن الجزيرة.
20 (15) خروج أحمد بن طولون إلى الشام سنة 264 هجرية/878 ميلادية
ثم توفي ماجور بدمشق، واستخلف ابنه عليا، فحرك ذلك ابن طولون على المسير، فكتب إلى علي يخبره بأنه سائر إليه، وأمره بإقامة الأنزال والميرة لعساكره، فرد عليه علي بن ماجور بأحسن جواب، وخرج أحمد في جيوشه لثمان بقين من شعبان سنة أربع وستين، واستخلف ابنه العباس على مصر، وضم إليه أحمد بن محمد الواسطي مدبرا ووزيرا، فبلغ أحمد إلى الرملة فتلقاه محمد بن رافع خليفة ماجور عليها وأقام له الدعوة بها فأقره عليها، ومضى إلى دمشق فتلقاه علي بن ماجور وأقام له بها الدعوة، فأقام أحمد بها حتى استوثق له أمرها، ثم استخلف عليها أحمد بن دوغياش، ومضى إلى حمص فلقيه عيسى الكرخي خليفة ماجور فسلمها إليه، ثم بعث إلى سيما الطويل بأنطاكية يأمره بالدعاء له فلم يجبه فسار إليه أحمد في جيش عظيم، وبعد حصار شديد استولى عليها، وقتل سيما في صفر سنة خمس وستين ومائتين.
ومضى أحمد بن طولون إلى طرسوس بأصحابه فغلا السعر
21
بها واضطرب أهلها ونابذوه فقاتلهم. (16) عصيان العباس على أبيه أحمد بن طولون سنة 265 هجرية/879 ميلادية
وكان عازما على أن يقيم بالثغور، ولكن أتاه الخبر من مصر أن ابنه العباس قد خالف عليه، وكان السبب في مخالفته لأبيه أنه استخص قوادا من قواده كانوا على خوف شديد من أحمد بن طولون فحسنوا للعباس التغلب على مصر والقبض على أحمد بن محمد الواسطي، وبلغ الواسطي ما عزموا عليه فكتب إلى أحمد بن طولون يخبره، وعلم العباس ذلك فازداد وحشة من أبيه، وعمد إلى أحمد بن محمد الواسطي فقيده، ثم خرج إلى الجيزة وعسكر بها، واستخلف أخاه ربيعة على الفسطاط، وأظهر أنه سائر إلى الإسكندرية حتى وصل إليها، ومنها توجه إلى برقة، وقدم أحمد من الشام إلى الفسطاط يوم الخميس لأربع خلون من شهر رمضان سنة خمس وستين ومائتين، فأنفذ إلى العباس يدعوه إلى الرجوع، وكتب إليه كتابا ألان له فيه جانبه ووعده ألا يسوءه،
22
अज्ञात पृष्ठ