سلسة كتب التواريخ والتراجم (١)
كتاب التاريخ
وأسماء المحدثين وكناهم
تأليف
أبي عبد الله محمد بن أحمد بن محمد بن أبي بكر المقدمي القاضي
﵁
المتوفى سنة ٣٠١هـ
دراسة وتحقيق
محمد بن إبراهيم اللحيدان
دار الكتاب والسنة
1 / 1
الرقم: ١٠١٠٠١٦٨/ ٩٤ - ١٥/ RR
اسم الكتاب: كتاب التاريخ وأسماء المحدثين وكناهم
المؤلف: مقدمي -أبو عبد الله محمَّد بن أحمد بن محمَّد بن أبي بكر آل
المحقق: لحيدان - محمَّد بن إبراهيم آل
الناشر: دار الكتاب والسنة - باكستان (كراتشي)
المشرف الفني: مغل - أبو سلطان
صف تصويري: عبد الرحمن - آل عبد الحميد
1 / 2
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
1 / 3
حقوق الطبع محفوظة
الطبعة الأولى
١٤١٥هـ - ١٩٩٤م
دار الكتاب والسنة
P.O.Box ١١١٠٦ Karachi ٧٥٣٠٠
Pakistan
1 / 4
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم. أما بعد:
فإنه لا يخفى تميز هذه الأمة بالسند الذي حفظ الله به الدين وميز به الخبيث من الطيب، قال الإمام عبد الله بن المبارك: "الإسناد من الدين ولولا الإسناد لقال من شاء ما شاء"، وقد اعتنى علماء الأمة أهل الحديث بالسند اعتناءًا تامًا. وأولوه اهتمامهم في صور كثيرة، وكان من تلك الصور البحث عن أسماء المحدثين وكناهم حتى تتميز ولا تختلط وحتى يكشف فيها عما قد يلحقها من اشتباه. وقد أكثر أهل الحديث من التصنيف في هذا الباب (باب الأسماء والكنى). تفصيلًا وإجمالًا. ومن تلك المصنفات كتاب التاريخ وأسماء المحدثين وكناهم لأبي عبد الله محمَّد بن أحمد بن محمَّد المقدَّمي المتوفى سنة ٣٠١هـ. وقد يسر الله إخراجه والتعليق عليه مع ما تقدم ذلك من دراسة اشتملت على ثلاثة فصول هي:
الأول: نبذة عن علم الأسماء والكنى بينت فيها المقصود بهذا العلم، والمراد من البحث فيه وأهمية بحثه وفوائد ذلك العلم، وفروع وأقسام الأسماء والكنى، والمؤلفات فيه عن المتقدمين والمتأخرين.
الثاني: في ترجمة مؤلف هذا الكتاب أبي عبد الله محمَّد بن أحمد بن محمَّد المقدَّمي. ببيان اسمه ونسبه، وأقوال من ترجموا له فيه، وذكر مؤلفاته.
الثالث: في دراسة كتاب التاريخ وأسماء المحدثين وكناهم، وذلك ببيان موضوعه ونسخه، ونسبته لمؤلفه، وفوائده؛
فإلى بيان ذلك:
1 / 7
الفصل الأول علم الأسماء والكنى
المقصود بها لغة واصطلاحًا:
يقسم علماء اللغة العَلَم إلى ثلاثة أقسام وهي: الاسم، والكنية، واللقب.
أما الاسم: فمأخوذ من السمو وهو العلو، أو من الوسم وهو العلامة. ويميزه النحويون بقولهم: ما ليس بكنية ولا بلقب (١).
وأما الكنية فيعرفونها بقولهم: ما كان في أوله أب أو أم كأبي عبد الله وأم عبد الله، وعلى هذا أجمع أهل اللغة. وهل يدخل في الكنى ما حدد بأخ أو أخت أو ابن أو بنت ونحو ذلك؟ رجح بعضهم دخول ذلك في مسمى الكنى.
وأما اللقب فيعنون به: ما أشعر بمدح أو ذم.
هذا كله فيما يخص هذه الكلمات لغة. وأما في اصطلاح المحدثين:
فالاسم: ما وضع علامة على المسمى، وأما الكنى فإنهم يقصدون به: ما صدر بأب أو أم وما سوى ذلك فإنهم يضعونه في أبواب أخرى خاصة. مثاله: ما صدر بأخ أو أخت أو ابن أو بنت فإنهم يضعونه في باب المبهمات أو غيرها.
المراد من البحث في الأسماء والكنى عند المحدثين:
أن نبحث عن أسماء من اشتهروا بكناهم وكنى من اشتهروا بأسمائهم إن وجد لهم كنى. ولذلك فعلم الأسماء والكنى شطران متكاملان فالعلم بالكنى من تمام العلم بالأسماء وكذا العكس (٢).
_________
(١) انظر شرح ابن عقيل لألفية ابن مالك ج١ ص٨٤ - مقدمة الأسماء والكنى لمسلم مطاع الطرابيشي ص ٧ - ٨ - شرح قصب السكر للصنعاني ص ١٤٤.
(٢) مقدمة الأسماء والكنى لمسلم مطاع الطرابيشي ص ١٠.
1 / 9
أهمية بحث الأسماء والكنى والفائدة من ذلك:
إن معرفة أسماء ذوي الكنى والرواة وكنى ذوي الأسماء منهم مما تمس الحاجة إليه وذلك أن السند هو الطريق إلى المتن والسند إما اسم أو كنية أو لقب وقد يذكر المشهور بكنيته باسمه، أو المشهور باسمه بكنيته فيلتبس على الكثيرين ويتعسر معرفة الرواة، وتعيينهم فلذلك كان باب معرفة الأسماء والكنى بابًا مهمًا في علم الحديث وله فوائد تتلخص فيما يلي:
١ - التمييز بين الرواة ممن اتفقت أسمائهم يُميزَون بكناهم ومن اتفقت كناهم يميزون بأسمائهم خاصة فيمن اتفقت طبقاتهم.
٢ - أن الرواي قد يذكر بكنيته دون اسمه طلبًا للإيجاز وقد يكون مشهورًا باسمه فيحتار فيه من لا يعرف كنيته فإذا عرفت الكنية زال هذا الإشكال.
٣ - أن ذكر المشهور باسمه بكنيته أو المشهور بكنيته باسمه يقصد به أحيانًا التلبيس وتخفية أمر ذلك الراوي فمعرفة الأسماء والكنى يكشف التدليس.
٤ - أنه ربما ذكر الراوي باسمه في موضع وبكنيته في موضع آخر فيتراءى لبعضهم أنه اثنان وهو واحد.
٥ - أنه قد يذكر اسم الراوي ويذكر بعده كنتيه أو العكس فيتوهم البعض أنه راويان سقط بينهما "حدثنا" أو "عن" أو نحوهما.
٦ - أن التعرف على أسماء الرواة وكناهم فيه البحث عمن انفرد باسم لم يشاركه فيه غيره أو بكنية لم يشاركه بها غيره (١).
_________
(١) شرح قصب السكر ص ١٤٤، الباعث الحثيث للسخاوي ج٣ ص ٢١٩ - ٢٢٢، مقدمة الأسماء والكنى لمسلم ص١٠.
1 / 10
أنواع وأقسام الأسماء والكنى:
١ - من اشتهر باسمه دون كنيته أو عكس ذلك نحو طلحة بن عبيد الله وعبد الرحمن بن عوف والحسن بن علي وكنية كل واحد منهم أبو محمَّد ونحو أبي إدريس الخولاني اسمه عائذ الله وأبو إسحاق السبيعي اسمه عمرو.
٢ - من اسمه كنيته نحو أبي بلال الأشعري وأبي حصين قال كل منهما: إسمي كنيتي.
٣ - من اختلف في كنيته نحو أسامة بن زيد فقيل: أبو خارجة وقيل: أبو عبد الله وقيل: أبو محمَّد.
٤ - من اختلف في اسمه مع اشتهاره بكنيته نحو أبو هريرة اختلف في اسمه على نحو من ثلاثين قولًا أشهرها عبد الرحمن بن صخر.
٥ - من كثرت كناه نحو ابن جريج له كنيتان أبو خالد وأبو الوليد.
٦ - من وافقت كنيته كنية زوجته نحو: أبي أيوب وأم أيوب الصحابيين.
٧ - من وافقت كنيته اسم أبيه أو عكسه نحو أبما مسلم الأغر بن مسلم وأبي إسحاق الطالقاني بن إسحاق.
٨ - من وافق اسم أبيه اسم شيخه نحو الربيع بن أنس عن أنس خادم النبي ﷺ.
٩ - من نسب إلى غير أبيه نحو المقداد بن الأسود نسب إلى الأسود بن عبد يغوث الزهري لأنه كان في حجره فتبناه وإنما هو المقداد بن عمرو بن ثعلبة الكندي.
١٠ - من نسب إلى أمه نحو بلال بن حمامه وشرحبيل بن حسنة وإسماعيل بن علية.
١١ - من نسب إلى غير ما يتبادر إلى الذهن نحو خالد الحذاء كان يجالس الحذائيين وقيل: كان له زوجة في سوق الحذائين كان يختلف إليها، وسليمان التيمي
1 / 11
نزل في تيم وليس منهم.
١٢ - من اتفق اسمه واسم أبيه واسم جده نحو الحسن بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب.
١٣ - من اتفق اسمه واسم شيخه وشيخ شيخه نحو: عمران عن عمران عن عمران فالأول هو المعروف بالقصير والثاني هو أبو رجاء العطاردي والثالث هو عمران بن حصين الصحابي.
١٤ - من وافق اسم شيخه اسم من أسند إليه الحديث أي الراوي عنه نحو مسلم عن البخاري عن مسلم فالأول هو مسلم صاحب الصحيح والثاني هو مسلم ابن إبراهيم الأزدي الفراهيدي مولاهم فقد يظن من لا يعرف ذلك أن هذا إسناد مقلوب أو فيه تكرار وليس كذلك.
١٥ - من اتفق اسمه وكنيته نحو الحافظ بن الطيلسان الأندلسي اسمه القاسم وكنيته أبو القاسم وفائدته نفي الغلط عمن ذكره بأحدهما.
١٦ - من اتفق اسمه ونسبه نحو حميري بن بشير الحميري تابعي روى عن جندب البجلي وأبي الدرداء وغيرهما (١).
المؤلفات في الأسماء والكنى:
المؤلفات في موضوع الأسماء والكنى كثيرة سواء ما كان منها عن المتقدمين أو عن المتأخرين وإن كانت كتب المتأخرين أشمل لجمعها ما حوت المصادر المتقدمة، وأضبط لتمييزها وترجيحها بين الأقوال وتحقيقها في ذلك وهنا سأذكر شيئًا من هذه المؤلفات ما كان منها عن المتقدمين أو المتأخرين فمنها:
١ - كتاب الكنى لهشام بن محمَّد الكلبي ت٢٠٤ هـ ذكره ابن خلكان في ترجمته من الوفيات ٦/ ٨٣.
_________
(١) التقريب للنووي ص ٩١ - ٩٢، شرح قصب السكر ص ١٤٦.
1 / 12
٢ - كنى الأشراف للهيثم بن عدي ت٢٠٧ هـ وذكره ابن خلكان أيضًا في الوفيات ٦/ ١٠٧.
٣ - الكنى لعلي بن المديني ت ٢٣٤ هـ ذكره السخاوي في شرح ألفية العراقي ج ٣/ ٢٢٠.
٤ - التاريخ والأسماء والكنى لأبي بكر بن أبي شيبة ت ٢٣٥ هـ ذكره السخاوي في شرح الألفية ٣/ ٢٢٠.
٥ - الأسماء والكنى لأحمد بن حنبل ت ٢٤١ هـ رواية ابنه صالح وطبع بتحقيق يوسف الجديع سنة ١٤٠٦ هـ.
٦ - الكنى والأسماء لمسلم بن الحجاج صاحب الصحيح ت ٢٦١ هـ وهو منشور عن دار القلم.
٧ - التاريخ وأسماء المحدثين وكناهم لمحمد بن أحمد المقدمي ت ٣٠١ هـ وهو كتابنا هذا.
٨ - الكنى لأحمد بن شعيب النسائي ت ٣٠٣ هـ صاحب سنن النسائي رواية ابنه عبد الكريم عنه، وصفه الذهبي بأنه من أجل كتب الكنى وأطولها. مقدمة مسلم ص ١٣ وذكره السخاوي ٣/ ٢٢٠.
٩ - الأسماء والكنى لعبد الله بن علي بن الجارود ت ٣٠٧ هـ ذكره السخاوي في شرح الألفية ٣/ ٢٢٠.
١٠ - الكنى لابن أبي حاتم الرازي ت ٣٢٧ هـ. ذكره السخاوي في شرح الألفية ٣/ ٢٢٠.
١١ - الكنى لأبي أحمد الحاكم الكبير ت ٣٧٨ هـ وهو كتاب ضخم محقق في رسائل جامعية من قبل طلاب جامعة الإمام محمَّد بن سعود الإِسلامية.
١٢ - فتح الباب في الكنى والألقاب لأبي عبد الله محمَّد بن إسحاق بن مندة ت ٣٩٥ هـ.
١٣ - الاستغنا في معرفة الكنى لابن عبد البر ت ٤٦٣ هـ ذكره السخاوي.
1 / 13
١٤ - مباح المنى في إيضاح الكنى لشميم الحلّي ت ٦٠١ هـ ذكره مطاع الطرابيشي في تقديمه للأسماء والكنى لمسلم ص ١٥.
١٥ - المقتنى في سرد الكنى للذهبي ت ٧٤٨ هـ اختصره من كتاب الحاكم ورتبه وزاد عليه. ذكر في تقديم الأسماء والكنى لمسلم أنه سجل رسالة في كلية أصول الدين في جامعة الإمام.
١٦ - المنى في الكنى لجلال الدين السيوطي ت ٩١١ هـ (١).
_________
(١) سردها مطاع الطرابيشي في تقديمه للأسماء والكنى لمسلم ص ١٥ - ١٦ وذكر أيضًا غيرها.
1 / 14
الفصل الثاني المؤلف
اسمه ونسبه:
محمد بن أحمد بن محمد بن أبي بكر بن علي بن عطاء بن مقدَّم أبو عبد الله القاضي المقدَّمي -مولى ثقيف- البغدادي.
شيوخه:
سمع من أبيه أحمد بن محمد المقدمي وعمرو بن علي الفلاس ومحمد بن خالد بن خداش ومحمد بن يحيى القطيعي ومقدم بن محمد المقدمي ويعقوب بن إبراهيم الدورقي ومحمد بن بشار بندار ومحمد بن المثنى وزيد بن أخرم.
تلامذته:
محمد بن يحيى الصولي ومحمد بن الجعابي وأحمد بن عبد الرحمن المقرئ المعروف بالولي وأبو حفص بن الزيات، وأبو زكريا يزيد بن محمد الأزدي الموصلي راوي هذا الكتاب عنه.
تراجم بعض أفراد أسرته الذين اشتهروا بطلب الحديث:
١ - منهم والده أحمد بن محمد بن أبي بكر بن علي بن عطاء بن مقدم المقدمي أبو عثمان المقدمي -مولى ثقيف- من أهل البصرة، سكن بغداد وحدث بها عن أبي همام محمد بن حبيب الخاركي ومسلم بن إبراهيم وحجاج بن منهال وأبيه محمد بن أبي بكر المقدمي وعلي بن المديني.
وروى عنه ابنه محمد صاحب هذا الكتاب، وأبو بكر بن أبي الدنيا ومحمد بن محمد الباغندي ويحيى بن محمد صاعد وغيرهم. قال فيه ابن أبي حاتم: سمعت منه بمكة وهو صدوق ت سنة ٢٦٣هـ وقيل ٢٦٤هـ. صحح ذلك الخطيب في تاريخه (الجرح ٢/ ٧٣ تاريخ بغداد ٤/ ٣٩٨).
٢ - وجده وهو: محمد بن أبي بكر بن علي بن عطاء بم مقدم البصري -مولى ثقيف- أبو عبد الله البصري روى عمه عمر بن علي بن مقدم وحماد بن زيد وأبي عوانة ويزيد بن زريع وأبيه أبي بكر المقدمي.
وروى عنه الشيخان وإسماعيل القاضي وابن أبي عاصم وأبو يعلى وغيرهم
1 / 15
وثقه يحيى وأبو زرعة وكانت وفاته سنة ٢٣٤ هـ في أولها. (الجرح ٧/ ٢١٣، تذكرة الحفاظ ٢/ ٤٦٨، التهذيب).
علمه وإتقانه ووفاته:
أبو عبد الله محمَّد بن أحمد بن محمَّد بن أبي بكر المقدمي كان قاضيًا ببغداد. قال ابن قانع: كان حسن الرواية للأخبار وقال الخطيب البغدادي: كان ثقة. ونقل عن ابن قانع سنة وفاته وأنها كانت سنة ٣٠١هـ.
مؤلفاته:
لم يذكر له من المؤلفات غير كتابه هذا وهو: "كتاب التاريخ وأسماء المحدثين وكناهم" فما يدرى هل له مؤلفات فقدت ولم تصل؟! أو أنه كان من المقلين في باب التأليف وأن كتابه هذا مؤلفه الفرد (١)؟!. والله أعلم.
الفصل الثالث: دراسة الكتاب
موضوع الكتاب ونُسَخُه:
أما موضوع كتاب المقدمي فقد ذكرته في التقديم للكتاب وهو البحث في أسماء المحدثين وكناهم وفي الكتاب عدد لا يُستهان به قارب الألف وسيأتي مزيد إيضاح لذلك.
أما عن نسخ الكتاب فإن الظاهر أن كتاب التاريخ للمقدمي ليس له إلا نسخة واحدة لم يذكر غيرها من ذكر الكتاب وفهرس له في المخطوطات. كفؤاد سزكين في كتابه تاريخ التراث العربي (علوم القرآن والحديث ص ٣٢٤) وفهرس المخطوطات لجامعة الإمام (علوم الحديث ص ١٣٥) وهي ضمن محفوظات المتحف البريطاني (الملحق ٦١٧)، مخطوطات شرقية (٣٦١٩). وكنت قد اقتنيت صورة من صورة الكتاب المخطوط من مكتبة أحد الأخوة. ثم طلبت صورة مكبرة له من مركز الملك فيصل للبحوث الإِسلامية.
والكتاب يقع في أربع وأربعين لوحة في كل لوحة صفحتان، وعدد أسطر الصفحة أربعة عشر سطرًا إلا في الصفحات الست الأخيرة فإ ن كل صفحة منها حملت اثنين وعشرين سطرًا لدقة الخط. وهي بخط واضح نسخي معتاد قديم كتب في القرن الخامس الهجري قبل سنة ٤٧٦ هـ.
والسقط في النسخة قليلٌ جدًا لا يجاوز بعض الكلمات في الصفحات الأخيرة. وقد يسر الله إئبات أكثرها من المصادر الأخرى.
_________
(١) تاريخ بغداد ١/ ٣٣٦، الأنساب للسمعاني ٥٣٩ ب، المنتظم لابن الجوزي ٦/ ١٢٦ اللباب لابن الأثير ٣/ ١٦٩، الأعلام للزركلي ٦/ ١٩٧، تاريخ التراث العربي، فؤاد سركين، علوم القرآن والحديث المجلد الأول الجزء الأول.
1 / 16
نسبة الكتاب لأبي عبد الله محمد بن أحمد بن محمد المقدمي:
من الدلالات على نسبة هذا الكتاب لمؤلفه أبي عبد الله محمد بن أحمد بن محمد المقدمي أمور هي:
١ - سند الكتاب المثبت على غلاف الكتاب وتحت عنوانه والسند هو:
أخبرنا الشيخ الفقيه أبو الفتح نصر بن إبراهيم بن نصر المقدسي ﵀ ورضي عنه قال: أخبرنا الشيخ أبو نصر طاهر بن محمد بن سليمان بن يوسف الموصلي بالموصل سنة سبع وأربعمائة: قال حدثنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ابن أحمد الجوزي قال: حدثنا أبو زكريا يزيد بن محمد بن إياس قال: سمعت القاضي محمد بن أحمد بن محمد بن أبي بكر المقدمي يقول:
٢ - نقل الحافظ ابن عساكر في تاريخ دمشق ترجمة حفص بن غيلان عن المقدمي أنه قال: هو مصري. . . وعقّب عليه في ذلك.
٣ - نقل عنه الحافظ المزي في ترجمة الحسن البصري من تهذيب الكمال ٦/ ١٢٣ فقال: وقال محمد بن أحمد بن محمد بن أبي بكر المقدمي سمعت (١) علي بن المديني يقول: مرسلات يحيى بن أبي كثير شبه الريح ... " الخ.
وهذا النص موجود في كتاب المقدمي بلفظه.
ونقل عنه كذلك الحافظ المزي في ترجمة عمرة بنت عبد الرحمن من تهذيب الكمال: قال أحمد بن محمَّد بن أبي بكر المقدمي سمعت علي بن المديني ذكر عمرة بنت عبد الرحمن ففخم أمرها وقال: عمرة أحد الثقات العلماء بعائشة ... " وهذا النص موجود في كتاب المقدمي بلفظه رقم ٩٨٢.
٤ - الشيوخ الذين روى عنهم المقدمي في هذا الكتاب في بعض المواطن هم ممن ذكر المقدمي في الرواة عنهم مثل حوثرة بن محمد المنقري ذكر المزي في ترجمته من تهذيب الكمال محمد المقدمي في الرواة عنه وكذلك والده.
ميزة الكتاب عن بعض المصنفات التي صنفت قبله:
عندما نقارن الكتاب ببعض الكتب التي أُلفت قبله في الموضوع نفسه نجد وجود الزيادات والإيضاحات فمثلا كتاب الإمام أحمد بن حنبل ﵀ "الأسامي
_________
(١) الصحيح سمعت أبي قال سمعت علي بن المديني.
1 / 17
والكنى" تنتهي أرقام التراجم فيه إلى ٤٣٨، بينما تصل التراجم في كتاب المقدمي إلى ٩٧٧ إضافة إلى الاعتناء بذكر التواريخ وأخبار المحدثين وغير ذلك. كذلك الشأن في كتاب الأسامي والكنى لمسلم. فيوجد في كتاب المقدمي هذا زيادات غير موجودة في كتاب مسلم.
ولعله من المفيد أن نذكر بعض هذه الزيادات الغير موجودة في كنى الإمام أحمد:
١ - أبو الرواع عباد بن أزهر رقم (٣٢٧).
٢ - أبو صخر المديني حميد بن زياد ... رقم (١٦٦).
٣ - أبو مردود المديني عبد العزيز بن سليمان رقم (١٦٧).
٤ - عمر بن بشر يكنى أبا هانئ رقم (٨٤٨).
٥ - عثمان بن حكيم بن عباد بن حُنيف ... أبو سهل رقم (٨٧٧). وغيرها.
وأما الزيادات على كنى مسلم فمنها:
١ - محمَّد بن سيف أبو رجاء رقم (٨٧٢).
٢ - أبان بن تغلب يكنى أبا سعيد رقم (٩٢١).
٣ - يزيد بن إبراهيم التستري يكنى أبا سعيد رقم (٦٦٨). وغيرها.
وهناك أيضًا زيادات على كلا الكتابين كنى الإمام أحمد وكنى الإمام مسلم معًا.
فوائد كتاب التاريخ وأسماء المحدثين وكناهم للمقدمي:
سبق أن ذكرت أن موضوع هذا الكتاب هو التعريف بأسماء المحدثين وكناهم إلا أن الكتاب حوى فوائد أخرى هي:
١ - الاعتناء بذكر أحوال بعض الرواة من ضعف أو اتهام بوضع ونحوه انظر رقم: (٢٩٧، ٤٥٢، ٥٦٧، ٥٦٨).
٢ - الاعتناء بذكر الوفيات أحيانًا قليلة انظر رقم: (٨٢٦، ٨٢٧، ٨٢٨).
٣ - الاعتناء بذكر بعض الرواة عن المترجم المذكور اسمه وكذلك من يروي عنهم.
٤ - الاعتناء بذكر أخبار الحفاظ وحكاياتهم التي تدل على سعة حفظهم ونحو ذلك انظر آخر الكتاب.
وبالجملة فالكتاب مرجع يستفاد منه ويرجع إليه في باب الأسماء والكنى.
1 / 18
عملي في الكتاب:
١ - كتابة محتوى الكتاب ولما كانت النسخة واحدة حاولت جاهدًا التأكد فيما أشكل بالرجوع إلى المصادر الأخرى للرجال، ولكن -والحمد لله- كانت الإشكالات نادرة لوضوح الخط وقلة السقط.
٢ - رقمت الأسامي والكنى المذكورة.
٣ - قمت بالتعليق على كل ترجمة ذُكرتْ في الكتاب وحاولتُ أن يكون التعليق مختصرًا موجزًا. وكانت المراجع التي استعنت بها كثيرًا في التعليق هي: الإصابة والاستيعاب في الترجمة للصحابة والجرح والتعديل والتقريب في تراجم غيرهم وقد أستفيدُ من غيرها ولكنه قليل. كما أنني ترجمت لمن ذكر عرضًا في الترجمة كأن يقول المصنف: فلان هو أبو فلان وابنه فلان أو أخوه فلان فأترجم للابن أو الأخ ولم أهمل ذلك إلا نادرًا.
٤ - قمت بالتنبيه على ما في كتاب المقدمي من تصحيف أو قول مرجوح بمقارنته بالمصادر الأخرى، ونقلت كذلك ما ذكره المهمش فيما يتعلق بالتصحيح أو التعقيب ونحو ذلك فأقول: قال في الهامش، صححه في الهامش ونحو ذلك.
٥ - قمت بالإرجاع إلى موضع الترجمة المذكورة في كتاب المقدمي في كنى الإمام أحمد وكنى مسلم إذا كانت موجودة فيهما أو في أحدهما.
٦ - خرجت الأحاديث التي ذكرها المصنف في كتابه أو ذكر طرفًا منها وهي قليلة في الكتاب وذلك بأوجز عبارة.
٧ - جعلت الأصل في أعلى الصفحة وتعليقي على الأسماء تحته، والتعليق على الكتاب ككل أسفل الصفحة وجعلت بينها خطوطًا تفصل بينهما وتميز.
٨ - عملت فهرسًا للأسماء والكنى الموجودة في الكتاب مرتبًا ذلك على حروف المعجم تسهيلًا لمن أراد التفتيش في الكتاب.
وأسأل الله ﷿ السداد والتوفيق وأن يجعله عملًا صالحًا متقبلًا وصلى الله وسلم على نبينا محمَّد وعلى آله وصحبه وسلم.
كتبه محمَّد بن إبراهيم اللحيدان
لأربع عشرة ليلة خلون من جمادى الأولى سنة ثلاث عشرة وأربعمائة وألف للهجرة
1 / 19
سماعات الكتاب:
كتاب التاريخ وأسماء المحدثين وكناهم للمُقدَّمي عليه سماعات عديدة. هذه صورتها:
صورة لنهاية الكتاب في المخطوط
1 / 21
صورة لنهاية الكتاب في المخطوط
1 / 22
صورة لعنوان الكتاب في المخطوط
1 / 23
صورة لبداية الكتاب في المخطوط
1 / 24