राशिदुन काल: अरब राष्ट्र का इतिहास (भाग तीन)
عصر الخلفاء الراشدين: تاريخ الأمة العربية (الجزء الثالث)
शैलियों
وأمر خالدا أن ينضوي تحت لواء أبي عبيدة، فسمع وأطاع.
ثم خرج أبو عبيدة بجموعه حتى أتى مرج الصفر - وهو سهل يبعد عشرين كيلومترا جنوبي دمشق شرقي طبرية - فعلم أن جمع الروم قد استقر في مدينة «فحل» فزحف نحوهم، وبينا هو في الطريق علم أن أهل دمشق استنجدوا بأهل حمص، فزحفوا إليهم وجمعوا للمسلمين جمعا كبيرا، فلم يدر بأي الجهتين يبدأ، ولم ير بدا من الكتابة إلى عمر فكتب إليه، وأقام بمرج الصفر حتى ورد عليه جواب عمر، وفيه يقول له: أما بعد فابدءوا بدمشق فإنها حصن الشام، واشغلوا عنكم أهل «فحل» بخيل تكون بإزائهم، وأهل فلسطين وأهل حمص، فإن فتحها الله قبل دمشق فذاك الذي نحب، وإن تأخر فتحها حتى يفتح الله دمشق فلينزل بدمشق من يمسك بها، ودعوها وانطلق أنت وسائر الأمراء حتى تغيروا على «فحل»، فإن فتح الله عليكم فانصرف أنت وخالد إلى حمص، ودع شرحبيل وعمرا وأخلهما بالأردن وفلسطين وأمير كل بلد وجند على الناس حتى يخرجوا من إمارته.
4
وما إن قرأ أبو عبيدة هذا الكتاب حتى سرح إلى «فحل» عشرة قواد، فساروا من «مرج الصفر» حتى نزلوا قريبا من «فحل»، فلما رأت الروم أن المسلمين يريدونهم فجروا المياه حول «فحل»، فوحلت الأرض وتألم المسلمون لذلك أشد الألم، وضاقوا ذرعا بما حل بهم من الحصار، وانقطعت أخبارهم عن المسلمين ووقعوا بين المياه والعدو.
وأما أبو عبيدة فإنه سار في اليوم السادس عشر من محرم سنة 14ه/13 شباط سنة 635م نحو دمشق فحاصرها، وكان على مقدمته عمرو بن العاص في تسعة آلاف فارس، ومن ورائه كتائب المسلمين، وعلى الساقة خالد بن الوليد وهو راية المسلمين «العقاب»، ولما وصلوا دمشق أحاطوا بها إحاطة السوار، وضيقوا الخناق على أهلها، ونزل عمرو بباب الفراديس، وشرحبيل بباب توما، وقيس بباب الفرج، وأبو عبيدة بباب الجابية (الباب الغربي)، وخالد بالباب الشرقي، ويزيد بن أبي سفيان بين بابي كيسان والصغير.
5
وكتب بطريق دمشق يستنجد بهرقل الروم - وهو من حمص - فأمدهم بفرسان ومشاة، ولكنهم لم يستطيعوا الوصول إلى دمشق، ولما أيقن أهل دمشق بالهلاك، وأن الأمداد لا تصل إليهم وهنت عزائمهم، وبخاصة حين قدم عليهم الشتاء واشتد البرد.
وقد اختلفت المصادر العربية والأجنبية في اسم بطريق دمشق وقائدها، فإن محمد بن إسحاق يذكر أن اسمه باهان
6 (فاهان)، ويقول سيف بن عمر: إن اسمه «نسطاس»،
7
अज्ञात पृष्ठ