राशिदुन काल: अरब राष्ट्र का इतिहास (भाग तीन)
عصر الخلفاء الراشدين: تاريخ الأمة العربية (الجزء الثالث)
शैलियों
وأوائل عهد خليفته أبي بكر الصديق، ولم يكن أهل الشام والبيزنطيون يظنون أن وراء ذلك السيل الإسلامي العربي أهدافا عميقة، بل ظنوا أنه كبعض غارات البدو والأعراب الذين كانوا يشنون أمثال هذه الغزوات في بعض السنوات.
قال المطران الفاضل الدبس في «تاريخ سورية»: إن هرقل عاد بعد انتصاره على الفرس إلى ترفه وانغماسه بملاذه، وأتى حمص التي كان يؤمها يومئذ محبو الترف وترويح القلوب، وكان ذلك في مبادئ خلافة أبي بكر الصديق، وكان العرب يشنون الغارة على سورية فيزدريهم هرقل، ويحسب أنهم لا يطمعون بمناوأة من قهر الفرس، ورأى أبو بكر فتح سورية متيسرا، فجهز عسكرا وخطب فيهم عند سفرهم قائلا: إذا لقيكم العدو فقاتلوه مستبسلين، والموت أولى بكم من القهقرى، وأمر أبا عبيدة على الجيش، وكان عشرين ألف مقاتل، ولما سمع هرقل أخبار حملة العرب أتى إلى دمشق وبعث «سرجيوس» والي قيصرية بخمسة آلاف جندي ليوقف العرب عن المسير ويقاتلهم إذا اضطر إلى قتالهم فلم يكن مفر من القتال، ومحق العرب جنوده القلائل وأخذوه أسيرا ثم أماتوه وأحرزوا غنائم وعادوا.
20
توطئة عن الأعمال العسكرية في الشام
كان الرسول الكريم أول من فكر في فتح الشام؛ فقد رأينا أنه كتب إلى أمراء عرب الشام يدعوهم إلى الإسلام، كما بعث في جمادى الأول من السنة الثامنة مولاه زيد بن حارثة في ثلاثة آلاف مقاتل، ووجهتهم «مؤتة» - وهي أول مدينة سورية تتاخم الجزيرة العربية - ولما وصل «معان» علم أن الروم قد عبئوا له جيشا عظيما بقيادة هرقل، وأنهم قد نزلوا مآب «موآب» من أرض البلقاء في مائة ألف من الروم والعرب اللخميين وجذام وبلقين وبهراء وبلي، فأقام زيد بن حارثة في «معان» يومين، ثم تذاكر مع صحبه في أمر الروم وجموعهم، فقال بعضهم: نكتب إلى رسول الله
صلى الله عليه وسلم
ونخبره بعدد عدونا، فإما أن يمدنا بالرجال وإما أن يأمرنا بأمره فنمضي له، وأبى آخرون أن يكتبوا إليه
صلى الله عليه وسلم
لما في ذلك من إظهار الخوف، ومن هؤلاء: عبد الله بن رواحة الشاعر؛ فقد شجع الناس وقال لهم: يا قوم، والله إن الذي تكرهون للذي خرجتم تطلبون الشهادة من أجله، وما نقاتل الناس بعدد ولا قوة ولا كثرة، ما نقاتلهم إلا بهذا الدين الذي أكرمنا الله به، فانطلقوا فإنما هي إحدى الحسنيين: إما ظهوره وإما شهادة، فقال الناس: قد والله صدق ابن رواحة، وفي ذلك يقول رضي الله عنه:
فلا وأبي مآب لنأتينها
अज्ञात पृष्ठ