राशिदुन काल: अरब राष्ट्र का इतिहास (भाग तीन)
عصر الخلفاء الراشدين: تاريخ الأمة العربية (الجزء الثالث)
शैलियों
وكذلك كان طلحة بن عبيد الله التيمي ، ابتنى داره بالكوفة المشهورة به هذا الوقت، وهي المعروفة بالكناس بدار الطلحتين، وكانت غلته من العراق كل يوم ألف دينار، وقيل أكثر من ذلك، وبناحية سراة أكثر مما ذكرنا، وشيد داره بالمدينة وبناها بالآجر والجص والساج.
وكذلك عبد الرحمن بن عوف الزهري، ابتنى داره ووسعها، وكان على مربطه مائة فرس، وله ألف بعير وعشرة آلاف من الغنم، وبلغ ريع ثمن ماله أربعة وثمانين ألفا. وابتنى سعد داره بالعقيق، فرفع سمكها ووسع فضاءها، وجعل أعلاها شرفات. وذكر سعيد بن المسيب أن زيد بن ثابت حين مات خلف من الذهب والفضة ما كان يكسر بالفئوس، غير ما خلف من الضياع والأموال بقيمة مائة ألف دينار.
وابتنى المقداد بن الأسود داره بالمدينة في الموضع المعروف بالجرف، وجعل أعلاها شرفات، وجعلها مجصصة الباطن والظاهر، ومات يعلى بن أمية وخلف خمسمائة ألف دينار وديونا على الناس وعقارات وغير ذلك من التركة ما قيمته مائة ألف دينار.»
4
ويعلق المسعودي على هذا بقوله: وهذا باب يتسع ذكره، ويكثر وصفه فيمن تملك من الأموال في أيامه، ولم يكن من ذلك في عصر عمر بن الخطاب، بل كانت جادة واضحة وطريقة بينة.
وكان إلى جانب هؤلاء الذين أثروا جماعات ظلوا فقراء كما كانوا في العهد السابق، يتحرجون من كنز الأموال، وعلى رأس هؤلاء: أبو ذر الغفاري، وعمار بن ياسر اللذان كانا يكرهان أن ينصرف رجال الإسلام عن الدعوة السامية التي جاء الرسول من أجلها، والتي سار عليها خليفتاه الراشدان من بعده أبو بكر ثم عمر؛ ولذلك حنقوا على عثمان وعلى طلحة وعبد الرحمن بن عوف وغيرهما ممن خرجوا إلى الأقاليم الإسلامية النائية عن الحجاز، وأنشئوا لأنفسهم وأهليهم أرستقراطيات دينية تعتمد على الإسلام، وصحبة الرسول، وسابقة الإسلام، وتستغل ذلك لكنز الذهب والفضة وبناء القصور، واستغلال جماهير العامة لمصلحتهم الفردية.
وكان وراء هذين الفريقين - المتمولين والزهاد - طبقة ثالثة قد حنقت لضيق ذات يدها وقلة الأموال التي وصلت إليها في الفتوح، وكان جل هذه الطبقة من البدو والأعراب الذين رأوا تمتع قريش وحدها بالمنافع فحقدوا عليها، وقد رأينا طرفا من أحوالهم وأحاديثهم مع معاوية في كلامنا عن الفتنة في الكوفة، وقد كان هؤلاء الأعراب منتشرين في العراق والشام ومصر والحجاز، وكانوا يؤمنون بأن قريشا هي المسئولة عن هذه الفوضى، وأن الخليفة عثمان هو المسئول الأول عن كل ذلك، فأخذوا يعلنون تذمرهم وينشرون فكرة إعلان الثورة والتمرد على الخليفة في المدينة وسائر الأقاليم، وانتهز بعض ذوي الأغراض الخبيثة هذه الفرصة لإثارة الرأي العام على الخلافة. وكان عبد الله بن سبأ على رأس هؤلاء المجرمين؛ فأخذ ينتقل في البلاد الإسلامية ويحرض الناس على عثمان وعماله، ولقي من أبي ذر أذنا صاغية فانساق وراء دعوة ابن سبأ ونشط في حركته، حتى اضطر معاوية أن يبعثه أسيرا إلى الخليفة، فلم يرتدع عن الدعوة لفكرته الثائرة، واضطر الخليفة أن ينفيه إلى الربذة. ولا شك عندنا أن أبا ذر كان حسن النية، مخلصا في فكرته، ولكن ابن سبأ الخبيث استغل طيبة قلبه فأثاره من حيث لا يدري ما هي أهدافه، إلى أن وقعت الفتنة الكبرى، وكانت البصرة ومصر أخصب الأرضين لنمو فكرة الثورة.
ولكن عبد الله بن عامر أمير البصرة تمكن من طرد ابن سبأ، فرحل عن البصرة إلى الكوفة، فأخذ يشتم عثمان وعماله جهارا، فطرده أمير الكوفة، فأتى إلى الشام، ولكن معاوية كان له بالمرصاد، فهرب منها إلى مصر، فعشش فيها وفرخ، وأخذ يكاتب ثوار البصرة والكوفة وينقل أخبارهم إلى المصريين، وينقل أخبار المصريين إليهم، وأخذوا يتكاتبون ويتبادلون الرسائل، فتزعم ابن سبأ الفتنة، وبث الدعاة في الأقاليم يدعون لعلي بن أبي طالب، وينشرون فكرة رجوع النبي محمد
صلى الله عليه وسلم
من جديد، ويتهمون أبا بكر وعمر وعثمان باغتصاب حق علي عليه السلام، ويؤلبون الناس على عثمان الغاصب للخلافة والمستهتر بها.
अज्ञात पृष्ठ