उम्मा का युग संगति का: अरब राष्ट्र का इतिहास (भाग चार)
عصر الاتساق: تاريخ الأمة العربية (الجزء الرابع)
शैलियों
وقد استمر هؤلاء الغساسنة في الشام إلى حين الفتح الإسلامي؛ ولذلك لم يجد العرب أنفسهم غرباء عن المحيط الشامي بعد الفتح، لصلاتهم التجارية بأهل البلاد قبل الفتح، ولوجود هؤلاء العرب في الشام، ممن سهلوا لهم مهمتهم وأعانوهم على حل كثير من القضايا. ولما فتح المسلمون دمشق في رجب سنة 14ه، وجدوا أن أعظم أبنية المدينة هي كتدرائيتها العظيمة المعروفة بكتدرائية يوحنا المعمدان (يحيى عليه السلام)، فاشترطوا على نصارى المدينة أن يقتطعوا نصف الكتدرائية، ويجعلوه جامعا لهم إلى أن جاء الوليد بن عبد الملك، فأخذ النصف الباقي سنة 86ه وعوضهم عنه
36
على الشكل الذي سنتحدث عنه فيما بعد. أما الكتدرائية كما وجدها المسلمون بعد الفتح فقد كانت رائعة البناء ضخمة الأعمدة. يقول فون كريمر: إنها كانت تقع في منتصف الطريق بين البابين الشرقي والغربي، وإنها كرست باسم يوحنا المعمدان (يحيى بن زكريا)، وهي واقعة على مكان هيكل وثني قديم، وقد بنيت حيطانها على أساساته، أما بانيها فهو الإمبراطور الروماني تيودوسيوس سنة 399م، وقد كانت أقواس أبوابها الضخمة المرتكزة على أعمدة كورنتية والواجهات المنقوشة بزخارف رائعة، مأخوذ من أطلال آثار ونقوش ترجع إلى أواخر عصر الإحياء الروماني، وكانت هذه الأعمدة تزين مدخل الكنيسة. وقد بقي لنا من آثار الأعمدة والأبواب التي تذكرنا ببعلبك في فخامتها وأسلوب نقشها وزخرفتها، نماذج ما تزال باقية إلى اليوم في الجانب الغربي من الجامع الحالي عند باب البريد.
37
ويقول مكوليستر: إن داخل الكنيسة كان على غاية من الروعة، وصحنها من عمل البيزنطيين، وهو متوج بقبة كبرى يدعوها العرب قبة النسر، والحيطان مرصعة من الداخل من كلا الجانبين بالفسيفساء الجميلة، التي تماثل كنيسة القديس مارك في البندقية، ومساحة هذا البناء كله من الداخل 431 قدما في 125 قدما، وتمتد على الجهة الجنوبية من على شكل مربع مستطيل مساحته 163 يردا في 108 يردات.
38
وقد كانت هذه الكتدرائية تقع في وسط المدينة، من حولها ساحة عظيمة يخترقها الشارع الأعظم المذكور في العهد القديم، باسم «الشارع المستقيم»، ممتدا من الباب الشرقي إلى الباب الغربي بطول يقرب من ألفي متر، كما يخترقها من الساحة شارع آخر، أقصر من الأول بقليل، يمتد من الباب الشمالي إلى الباب الغربي.
39
عجب المسلمون بجمال المدينة، واتساق أبنيتها، وفخامة آثارها، وتعدد أنهارها، واتفقوا والنصارى على إبقاء كل شيء على ما هو عليه، وفي عهد معاوية بنى قرب الجامع دار الإمارة الخضراء، وقيل بل إنه جدد بناءها. قال ابن عساكر 1: 243: إن معاوية لما بنى الخضراء بدمشق، وهي دار الإمارة، وكان بناؤها بالطوب، فلما فرغ منها قدم عليه رسول لملك الروم فنظر إليها فقال له معاوية: كيف ترى هذا البنيان؟ قال: أما أعلاه فللعصافير، وأما أسفله فللفار، فبنى معاوية ضفتها بالحجارة.
وحكي أيضا أن الخضراء التي كانت دار الإمارة هي من بناء الجاهلية.
अज्ञात पृष्ठ