पतन का युग: अरब राष्ट्र का इतिहास (भाग छह)
عصر الانحلال: تاريخ الأمة العربية (الجزء السادس)
शैलियों
أحد رؤساء التركمان (الغز) الساكنين سهول تركستان فيما وراء النهر، وكان ذا طموح فتقرب من ملوك السامانيين، وأخذ قدره يسمو، حتى هابه الأتراك وقربه السامانيون وبخاصة بعد أن اتخذ مدينته مستقرا، ولما مات خلف ثلاثة أولاد، ميكائيل وموسى وأرسلان، فأخذوا يوسعون رقعة بلادهم ويعظم سلطانهم إلى أن هلكوا، فبرز أولاد ميكائيل وهم: بيغو، وطغرل بك، وجفري بك، ولما انقرضت الدولة السامانية سنة 389ه طمعوا في الاستيلاء على أراضيها، فأخذوا يحتلون بعض بقاعها وعظم ملكهم، واستطاع طغرل بك أن يستولي على خراسان. وفي سنة 429ه استولى على مرو، ونيسابور، وبلخ، وجرجان، وطبرستان، وخوارزم، وهمذان، والري، وأصفهان، وتخاذل بنو بويه أمامه، ولمع اسم السلاجقة في العالم الإسلامي. ولما ثار البساسيري أبو الحارث أرسلان على الخليفة، رأى هذا أن يستنجد بطغرل بك لإنقاذه فكتب إليه طغرل بك يلبي رغبته، ويظهر له العبودية والطاعة، ودخل طغرل بغداد، وخطب له في جوامعها يوم الجمعة في 22 محرم، وقبض على الملك الرحيم البويهي وقضى على آل بويه، وأخذ أمر السلاجقة يسمو حتى سيطروا على العراق والمشرق كله. ولما مات طغرل بك خلفه ألب أرسلان محمد بن داود بن ميكائيل، وكان حازما عاقلا مدبرا استطاع أن يوسع حدود المملكة الإسلامية على حساب الدولة الرومانية الشرقية، وامتدت أملاكه من أقصى الشرق إلى جزيرة العرب وإلى بحر مرمرة بعد أن هزم الإمبراطور البيزنطي رومانوس وأسره في موقعة ملاذكرد سنة 464ه، ولم تقم للروم بعدها قائمة. وكان عهد ألب أرسلان عهد عز ورخاء وعلم، بفضل حزمه وإدارة وزيره العالم العظيم نظام الملك الطوسي مؤسس المدارس النظامية
2
ومدبر الدولة، واستمرت الدولة في السمو أيام هذين العاقلين، إلى أن مات ألب أرسلان وخلفه ابنه أبو الفتح ملكشاه، فظل نظام الملك يدير الدولة، وقيض الله إتمام الفتوح والقضاء على الباطنية. بلغت الدولة في عهد ملكشاه أقصى حدود الصين في الشرق وبلاد الشام والجزيرة العربية وبلاد الروم إلى بلاد جورجيا، وكان يعين نظام الملك أيضا في تدبيره فاضلان آخران هما: كمال الدولة أبو الرضى فضل الله بن محمد صاحب ديوان الإنشاء والطغراء، ومشرف الملك أبو سعيد محمد بن منصور صاحب ديوان الذمام والاستيفاء، وكلاهما حازم مدبر داهية جواد، ولما مات ملكشاه أخذت الأمور تضطرب بعض الاضطراب لاختلاف أولاد ملكشاه الأربعة، واشتداد أمر الباطنية، فانقسمت الدولة إلى دويلات عرفت بدول الأتابكية.
بعد موت ملكشاه وانقسام أولاده، تجزأت الإمبراطورية السلجوقية إلى أربعة فروع سلجوقية، وهي: (1)
سلاجقة العراق وفارس. (2)
سلاجقة سورية في حلب ودمشق. (3)
سلاجقة كرمان. (4)
سلاجقة الروم في آسيا الصغرى.
وذلك بعد أن مرت بعهود ثلاثة. (1-1) العهد الأول، عقب موت ملكشاه
فقد مات ملكشاه وله أربعة أولاد هم: بركياروق وله «12 سنة» ومحمد وله «11 سنة ونصف» وسنجر وله «8 سنوات»، ومحمود وله «4 سنوات»، وكان لكل واحد من هؤلاء الأبناء أم مختلفة وحاشية تعمل على أن يتولى هو السلطنة، فوقع الخلاف بينهم وتوسعت شقة الفتنة بين الأطراف، ويظهر أن جماعة بركياروق كانوا أقوى، فاستطاعوا أن يسيطروا أول الأمر، ثم تغلبت جماعة محمد إلى أن هلك بركياروق سنة 498ه فتولى بعده ابن ملكشاه الثاني ووقعت الفتنة من جديد بين محمد وابن أخيه، فانتصر محمد بعد حروب دامت أكثر من ثلاثة عشر عاما، ضعف فيها الشرق الإسلامي أمام الصليبيين في الخارج والإسماعيليين في الداخل. (1-2) العهد الثاني
अज्ञात पृष्ठ